الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

متردد في اختيار تخصص الهندسة بسبب ما سمعته عنه. أفيدوني!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالب على وشك إنهاء السنة التحضيرية (سنة تسبق التخصصات الصحية والهندسية) اخترت المسار في الترم الثاني لأني كنت عازما على دخول الهندسة، لكن مما قرأت أن عمل المهندس -كالمهندس الكهربائي- لا يخلو عمله من شبهة، فهو يوصل الكهرباء لمدينة وهناك من يستخدمها للخير وهناك من يستخدمها للسوء، وهذا ينطبق على كل التخصصات الهندسية تقريبا في جامعتي كالمدنية، المهم أني أصبحت حائرا هل أدرس الهندسة أم لا؟ كذلك لا أعلم إذا كان يجب علي دخول تخصص سهل ﻹنهائه بسرعة، لكي أساعد أهلي الذين أوضاعهم المادية سيئة على الرغم من عدم محبتي لهم!

أرجوكم أن تردوا علي سريعاً إن استطعتم، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ged حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا ينبغي لك أن تترك التخصصات الكهربائية أو غيرها من التخصصات النافعة لأن هناك من يستخدمها في الشر أو الفساد، فأنت لن تكون مسؤولا عن الذي يستخدم ما قمت به من خير في غير ما وضع له، والعبرة في هذه الأشياء بالاستخدام الذي اعتاده الناس، فالسكين الأصل فيها تقطيع اللحم والفواكه، ولو أن هناك من قتل بها إنسانا، لا نقول إنه لا يجوز بيع السكاكين أو صنعها، والفقهاء تكلموا عن بيع العنب لمن يتخذه خمرا أو بيع سلاح في أيام الفتن لكون الشر هاهنا واضح، والإعانة على الشر ظاهرة.

أرجو أن تدرس في المجال الذي تجد فيه نفسك؛ لأنك سوف تتفوق فيه، وتأتي بالجديد المفيد فيه، واحرص على النية الصالحة، كأن تقول أريد أن أصحح عباداتى لربي وطاعاتي وتعاملاتي مع الناس، ثم تعلم من علوم الدنيا ما تجد في نفسك ميلا إليه، وأقصد بتعلمي وجه الله ثم خدمة بلدي وأمتي، وكلما كانت النيات طيبة كان الأجر أعظم.

قد أسعدتنا رغبتك في سرعة التخرج لتساعد أهلك؛ وهذا مؤشر طيب وجيد، وكم تمنينا أن لا تقول (بالرغم من عدم محبتي لهم) أو نحوها من الكلمات التي تجرح وتضر، وقد تذهب بأجر العمل.

هذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونأمل أن تنطلق في دراستك وتحرز فيها أفضل النتائج التي تكون سببا لتشريفك، واحرص على مصادقة الأخيار النجباء الأتقياء؛ فالمرء حيث يضع نفسه، ونكرر الترحيب بك ونسعد بالاستمرار في التواصل، ونسأل الله لك النجاح والفلاح في الدنيا والآخرة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً