الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أهمية لبس النقاب وتعارضه مع الدراسة.

السؤال

السلام عليكم..


أنا بنت مسلمة، أبي متوفى، وأعمل في مكتب كمبيوتر، وجميع من فيه رجال ما عدا أنا، ولكنهم والحمد لله متدينين، وأنا أحتاج لهذا العمل الآن، وأرغب في لبس النقاب، ولكن تُقابلني مشاكل، ألا وهي:

1- أمي لا تريد التناقش معي، مع العلم بأنها والحمد لله تقية طاهرة، ولكنها لا تحب المناقشة.

2- كنت ناوية أن أسجل ماجستير، هل يمكن لي أن أسجل ماجستير وأنا مرتديةً النقاب، وكيف سيكون التعامل معي في الجامعة، مع العلم بأن الجامعة في بلد آخر غير بلدي؟

3- وما حكم الإسلام في السفر لطلب العلم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ داليا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك التوفيق والسداد، ونسأله تبارك وتعالى أن يبارك في الوالدة، وأن يرحم الوالد، وأن يهيئ لك من أمرك رشداً.

إن الحجاب شريعة الله، ولا مجال فيه للنقاش، والله تبارك وتعالى يقول: ((وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ))[الأحزاب:36]، وتزداد أهمية المسارعة في أمر الحجاب والنقاب مع وجودك مع مجموعة رجال، حتى ولو كانوا متدينين، وأحسن من قال:
لا تأمنن على النساء ولو أخاً *** ما في الرجال على النساء أمين

بل إن الله تبارك وتعالى قال في حق أكرم النساء وأطهر الرجال: ((وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ))[الأحزاب:53]، وفي ارتداء النقاب حفظٌ لك وعونٌ للرجال على طاعة الله، وفيه رفعٌ لمنزلتك عند الله ثم عند الناس، فإن الناس يحترمون الفتاة المحتشمة، وصدق الله: ((ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ))[الأحزاب:59]، وكون الوالدة تقية طاهرة هذا يعينها على تقبل أحكام الله، ويجعلها أحرص على صيانة بناتها من النظرات الجائعة والمواطن المشبوهة، وأرجو أن تتلطفي في عرض الأمر عليها، فإن رضيت فتلك نعمةٌ من الله وخيرٌ لك ولها، وإن كانت الأخرى فاجتهدي في إزالة الشبه التي عندها حول قضية الحجاب، واعلمي أنك مطالبة بطاعة العزيز الوهاب، واحرصي على زيادة البر والإحسان بوالدتك، واستعيني بالله وعليه فتوكلي، واعلمي أن طاعة الله أعلى وأغلى، وأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

واحرصي على أن تكون علاقتك مع الرجال في حدود العمل وبقدر الضرورة، وإذا كانت الكلمة الواحدة تؤدي الغرض فلا داعي للمجيء بعشر كلمات، مع ضرورة أن تكون الكلمات من المعروف وبدون خضوع، قال تعالى: ((فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا))[الأحزاب:32].

أما بالنسبة لدراسة الماجستير في الخارج، فلابد فيها من وجود محرم، وأرجو تأجيل هذه الرغبة حتى يتيسر لك أمر وجود محرم مرافق كزوج أو أخ، ولا تعارض بين الدراسة وارتداء النقاب، خاصةً في البلاد الخارجية التي لا تسأل فيها الطالبة عن خُصوصياتها وحجابها، فإن من عُرف الدول أن تحترم الأجانب، وهذا عندنا في البلاد العربية، أما البلاد الغربية فقد بدأ المسلمون يفقدون هذه الميزة في عدد من البلدان، والله المستعان.

واعلمي أن الحجاب طاعة لله، وكل طاعة لله تقرب لصاحبها أسباب النجاح وتدفعه إلى كل خير وفلاح، وقد تفوق الكثير من الصالحات الحريصات على النقاب والحجاب في دراستهنَّ وحياتهنَّ.

وفقك الله لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً