الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شعوري بالضيق والحزن والدونية بستنفد طاقتي وبمنعني من فعل أي شيء

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أريد أخذ رأيكم بأمرٍ ما، أنا مصابة بالاكتئاب، والرهاب الاجتماعي، لن أتحدث عن هذا طويلًا، الأمر الآن أن هناك جزءاً مني يريد تطوير ذاتي، أريد تعلم لغات كثيرة، تطوير نفسي بمجال الكتابة الأدبية، والاختلاط بالناس والعائلة... إلخ، لكن لا يمكنني فعل ذلك، دائمًا أشعر بالضيق والحزن منذ أن أستيقظ وحتى أنام.

المسألة العاجلة الآن أن يوم الأحد المقبل أنوي التسجيل بمعهد لتعليم الفرنسية، جزء مني متحمس لذلك، والجزء الآخر خائف ورافض على الأرجح بسبب المشاركين الآخرين بالدورة، وأني سأضطر للتعامل معهم ثم سأخفق بأمرٍ ما وسيكون الأمر محرجًا بشكل لا يصدق لي... إلخ، كما أن رسوم الدورة كبيرة فلا أريد دفعها ثم التغيب عنها لأخسر نقودي على لا شيء، وبنفس الوقت أحتاج على الاعتياد على البشر؛ لأنه ومن شهر سبتمبر المقبل تبدأ جامعتي، لا يمكنني التخلي عن شهادة البكالوريوس، وحتمًا أريد تحصيل أعلى الشهادات، لكن ما أريد فعله بكفة، وما أنا قادرة على فعله بكفة أخرى! فكما أخبرتكم شعور بالضيق والحزن والدونية يستنفذون طاقتي ويمنعوني من فعل أي شيء، فهل يمكنكم إخباري ما علي فعله؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أماني حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابنتنا وأختنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونؤكد لك أن من كتبت هذا الموضوع تستطيع أن تخرج من دائرة السلبية، فاستعيني بالكبير المتعال، واسأليه إصلاح الأحوال وتحقق الفاعلية والآمال.

لا تترددي فالحياة أإقدام، وتعوذي بالله من شيطان همه أن يحزن أهل الإيمان وليس بضارهم شيئاً إلا إذا قدر مالك الأكوان، وننصحك بما يلي:

1- الدعاء ثم الدعاء.
2- تعوذي بالله من العجز والكسل، فالعجز نقص في التخطيط والكسل خلل في التنفيذ.
3- لا تحتقري ما وهبك الله من الملكات وأحمديه سبحانه لتنالي بشكرك المزيد.
4- لا تعظمي ما عند الآخرين، واعلمي أن الضعف شأن بنات آدم وأولاده أجمعين.

5- تعرفي على نقاط القوة عندك وانطلقي منها للأمام، واعلمي أن نعم الله مقسمة وكلنا صاحب نعمة، وقد أعطى الله كل إنسان ما يميزه عن الآخرين، والعظيم إذا أخذ شيئاً عوض بأشياء.
6- أحرصي على خوض التجارب، وشاركي في الدورة المذكورة وستجدين من الفاضلات الطيبات من تأخذ بيدك.
7- أحرصي على أن تكون علاقاتك محكومة بقواعد الشرع حتى يبارك الله لك فيها.
8- التكلفة العالية نرجو أن تكون فوائدها أيضاً عالية.

9- لا تسجني نفسك، وتواصلي مع من حولك، وقابلي زميلاتك بالابتسامة، وكوني عوناً للضعيفات ليكون في حاجتك القدير رب السموات.
10- اعلمي أن المؤمنة التي تخالط وتصبر خير من التي لا تخالط ولا تصبر.
11- تفاءلي بالخير لتجديه وتوكلي على الله واستعيني به.
12- أكثري من الذكر والاستغفار ومن الصلاة والسلام على رسولنا المختار، فإن في ذلك ذهاب للهم وغفران للذنب.

13- إذا شعرت بالضيق فطبقي ما جاء في قول ربنا (ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين).
14- تجنب الوحدة فإن الشيطان من الواحد أقرب وهو من الأثنين أبعد.
15- استمري في المحاولات وانظري إلى ما تحقق من النجاحات فإنها تقود للنجاحات.
16- تجنبي السلبية وخالفي وساوس الشيطان، ولا تتوهمي حصول مواقف محرجة، بل اجعلي الصعوبات محطات في طريق الوصول إلى الغايات.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يوفقك ويسعدك ويسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً