الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أستطيع إمامة المصلين في رمضان؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتمنى أن تكونوا بخير وفي أفضل الأحوال.

شاب في الثامنة والعشرين من العمر، كان حلمي وأغلى أمنياتي منذ الصبا أن أؤم الناس في الصلاة بصفة عامة، وخاصة صلاة التراويح، وفقني الله لأن صليت بعض الصلوات -الخمس أقصد- وهي تعد على رؤوس الأصابع، وصلاة التراويح لم أوفق لذلك بعد، فكل مرة تعترض طريقي أسباب تحول بيني وبين تحقيق أمنيتي الغالية تلك، ولكن وبفضل من الله تعالى الذي بث في نفسي طمأنينة وراحة، وشوقا كبيرا، عقدت به العزم -إن شاء ربي- لإمامة المصلين رمضان المقبل، إن كنت من أهل الدنيا.

طلبي منكم -لو سمحتم- هي نصائح تعينني على المضي قدما في هذا الأمر، وإرشادات من فضيلتكم أكون بها على بينة من أمري، أعلم أنه ليس بأمر هين، والله المستعان، أفيدوني مشكورين مأجورين، وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نصرالدين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إمامة المصلين تتطلب إجادة لكلام رب العالمين، قال صلى الله عليه وسلم: (يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله) وتحتاج للفقه في الدين، فمن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، والفقه الذي يهمك عاجلا هو كل ما يتعلق بالصلاة وما لا تصح إلا به.

كما أن الإمامة مسؤولية، وأنت على قدرها بحول الله وقوته، ولكن استشعار هذا المعنى وإدراك معاني الأمانة في الإمامة يحتم عليك أن تقف مع نفسك لتصعد بها في سلم المعالي، لأن الإمام عند الناس قدوة، وهكذا ينبغي أن يكون، ونوصيك بتفقد قلبك والبحث فيه عن الإخلاص والخشوع، وعليك بطرد الرياء والعجب والغرور، مع ضرورة متابعة النية؛ لأنها تتقلب وتتغير.

وعليك بالإكثار من النوافل والتدرب على طول القراءة وطول الركوع والسجود، مع تجويد الحفظ وتحسين الصوت بالقرآن، فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا، ويساعد من يصلي خلفك على أن يخشع لله ويتدبر كلام الله.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، والمواظبة على ذكره وشكره وحسن عبادته، وإذا مدحك الناس فاحمد رب الناس الذي ستر عنهم عيوبك، ولو كان للذنوب ريح لما استطاع أحد أن يجالسنا، والإنسان يرتفع عند الله بتواضعه ويعلو عند الله بخشوعه، ولا يؤثر في الناس إلا المتأثر.

نسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك، وأن يبلغنا جميعا رمضان، وأن يعيننا على صيامه والقيام.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً