الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مخاوف من الموت وخفقان وعدم رغبة في الأكل.. حالتي بعد الولادة

السؤال

السلام عليكم.

شعور غريب يراودني، أنا أم لطفلين، ولم يتجاوز 4 شهور على ولادة طفلي، وحاليا أنا في فترة أمومة وتوقفت عن العمل، أشعر كل صباح بانقباض في المعدة، وخفقان القلب، وعدم الرغبة في الأكل، كأن فمي مغلق، وأشعر بالبكاء والخوف من الموت، وترك أولادي الصغار، وأبدأ بالدعاء، أصبحت محافظة على صلاتي؛ حيث أحدث فيها خالقي ليخفف عني هذا الشعور.

كما أني مررت بفترة صعبة؛ حيث دخلت المستشفى مع ابني الرضيع لمدة أسبوع بسبب برونخيت، وكذلك تعرض للاختناق بعد 20 يوما من ولادته، وشعوري بالموت يخيفني؛ حيث أريد أن أجلس فقط، وأرى بعيني، ولكن بحكم أني أم يجبرني على القيام لإرضاع طفلي، وتحضير الطعام الذي بدأت أقرف منه مرات، ومرات أقوي نفسي وآكل رغما عني.

بالمناسبة ترددت على الطبيب وتبين معه بكتيريا بالمعدة، وأعطاني دواء ارتحت بعده، ولكن راودني شعور مرة أخرى.

أرجو مساعدتي ففكرة تركي لأولادي والغياب عنهم تقتلني وتبكيني كل ثانية؛ نفسيتي تعبانة كثيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Noussaiba حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى أن يجعل ذريتك قرَّة عينٍ لكما.

أيتها الفاضلة الكريمة: وصفتِ حالتك بوضوح شديد، والذي لديك نسمِّيه بقلق المخاوف، وقلق المخاوف بالفعل يؤدي إلى الكثير من الخوف والشعور بعدم الطمأنينة وربما شيء من عسر المزاج، وربما يدخل الإنسان في تأويلات ومخاوف تتمركز حول الموت، أو أي صعوبات حياتية أخرى.

من الناحية الطبية: أنت لا زلت تعتبرين في مرحلة النفاس، أربعة أشهر بعد الولادة، لدينا في الطب النفسي نعتبرها داخل فترة النفاس، وهذه الفترة كثير من النساء يصبنَ بشيء من الهشاشة النفسية، اضطرابات مزاجية وخلافه.

الحالة ليست صعبة، وليست مستعصية، أريدك أن تكوني متفائلة، أريدك أن تحقّري الفكر السلبي، والشعور السلبي، وتنظمي وقتك، وتمارسي أي نوع من الرياضة، والحمد لله أنت محافظة على صلاتك، هذا أمرٌ عظيم، فعليك التدبُّر في الصلاة والخشوع، وأن يكون لك ورد من القرآن تقرئينه يوميًا، وعليك بالأذكار - خاصة أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم - واحرصي كثيرًا في ممارسة الرياضة، والتعبير عن ذاتك وعدم الاحتقان أيضًا أراه أمرًا مهمًّا وسوف يفيدك.

أيتها الفاضلة الكريمة: أنت محتاجة لعلاج دوائي، والحمدُ لله تعالى يوجد دواء ممتاز، ويمكن استعماله حتى مع الرضاعة، الدواء يُعرف علميًا باسم (سيرترالين) ويُسمَّى تجاريًا (زولفت) أو (لسترال)، وربما تجدينه في البلد الذي تعيشين فيه تحت مسمَّى تجاري آخر، المهم المصدر العلمي للرجوع إليه هو اسمه العلمي (سيرترالين).

تبدئين في تناوله بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا - أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على خمسين مليجرامًا - تتناولينها يوميًا لمدة أسبوعين، ثم تجعلينها حبة واحدة يوميًا لمدة شهرٍ، ثم اجعليها حبتين يوميًا لمدة شهرٍ آخر - أي مائة مليجرام - بعد ذلك خفضيها إلى حبة واحدة لمدة شهرين، ثم نصف حبة يوميًا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقفي عن تناول الدواء.

الدواء ليس إدمانيًا، وليس تعوّديًّا، ولا يضرُّ أبدًا بالهرمونات النسائية، وكما ذكرتُ لك لا يُفرز في حليب الأم، لذا لا يؤثِّر على الطفل. أحد آثاره الجانبية البسيطة أنه ربما يؤدي إلى زيادة في الشهية نحو الطعام، فإن كان لديك مشكلة في الوزن يجب أن تتخذي الترتيبات اللازمة حتى لا يزيد وزنك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً