الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قلة النوم والأرق.. مشكلة أعاني منها.

السؤال

السلام عليكم.

أعاني منذ فترة ٢٠ يوما من قلة النوم والأرق، وعدم انتظام مواعيد النوم، وأصبحت أفكر في النوم، ولماذا لا أنام، حتى أصبحت لا أنام إلا بالبنادول نايت، ولكنه نوم قليل، ومتعب، وبعدها راجعت إحدى عيادات الطب النفسي، هو دكتور بمرتبة برفيسور طب نفسي، وأعطاني دواء ادازيو ٢٥ حبة مساء قبل موعد النوم، ولكن بعد تناولها شعرت بإرهاق شديد، وخمول، ونوم متقطع جدا لمدة لا تزيد عن ٦ ساعات، ولازلت أعاني من الخمول بسببها، ولكن بدون نوم، فما هي نصيحتك لي؟ وأين أذهب؟ لقد أتعبني الإرهاق والأرق!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فارس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

دائمًا عندما تحصل مشكلة في النوم أو مشكلة أرق، يجب أن يحصل تقييم شامل والبحث عن السبب في ذلك؛ لأن النوم شيء بيولوجي حاصل لكل مخلوق، ولابد للإنسان من النوم لا محالة، وعندما يتأثر النوم يعني أن هناك مشكلة، وأكثر المشاكل التي تُسبب الأرق هي الأحداث الحياتية التي تمرُّ بنا - أخي الكريم - فإذا كنت تمرّ بمشكلة ما أو ضغوطات نفسية فهي تؤثِّر عليك، وتؤدي إلى الأرق، وعدم انتظام النوم؛ ولذلك يجب معالجة ذلك قبل إعطاء الحبوب المنومة، وأحيانًا أيضًا الاضطرابات النفسية - مثل الاكتئاب أو القلق - تؤدي إلى مشاكل في النوم.

لذلك - أخي الكريم - إذا استمرَّت مشاكل النوم لفترة من الوقت وصاحبتها أعراض نفسية أخرى، فيجب أن تلجأ إلى الطبيب النفسي، لأنه الأعرف والأقدر إلى معرفة السبب بعد إجراء التقييم النفسي المناسب، وعمل الفحوصات النفسية عن طريق المقابلة المباشرة، فغالبًا يصل إلى مشكلة النوم، ومن ثمَّ يعطيك العلاج المناسب، وقد يكون العلاج فقط في شكل إرشادات - أخي الكريم - نفسية مُعيَّنة تتبعها، وقد يتحسَّن النوم بعد ذلك، وليس باللجوء إلى الحبوب مباشرة، وقد يكون بالاثنين معًا، إعطاء إرشادات نفسية، مثلاً: تجنب المنبِّهات وبالذات ليلاً، مثل الشاي والقهوة، وتجنب تناول طعام دسم ليلاً، دائمًا النوم في محل معتدل، درجة الحرارة، لا برد ولا حرّ، إطفاء الأنوار الأضواء قبل النوم.

إذا لم يأتك النوم بعد فترة من الوقت قم من السرير وافعل شيئًا آخر، حتى يأتيك النعاس، ثم ارجع مرة أخرى إلى الفراش وإلى النوم، وأهم شيء: يجب ألَّا تحمل هموم اليوم معك إلى السرير.

كل هذه الأشياء قد تُساعد في تنظيم النوم، وبعد ذلك هناك حبوب كثيرة - كما ذكرت - غير التي أخذتها، ولعلَّ الآن أكثر دواء يُستعمل للنوم هو الـ (مريتازبين 15 مليجراما) ويجب أن يتم كل هذا تحت إشراف الطبيب النفسي أخي الكريم.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً