الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أدعو الله كثيرا جداً بإلحاح ورأيت أني أسجد لله

السؤال

السلام عليكم

أدعو الله كثيرا جداً بإلحاح شديد في أمر ما، وجاءتني في المنام رؤيا أني أسجد لله باكياً وبحمده كثيراً أثناء السجود، فهل هذا المنام يمكن أن يكون بشارة خير من الله أم ممكن أن يكون لأسباب نفسية نتيجة إلحاحي الشديد في الدعاء؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -أخانا الفاضل- في موقعك، وهنيئاً لك تقربك من الله، ولكثرة إلحاحك في الدعاء، وهذا بحد ذاته مبشر بالخير، فإنه سبحانه ما وفقك للدعاء إلا لتنال الخير، ونسأل الله أن يحقق لك المراد وأن يصلح البلاد والعباد.

حلمك لا يحتاج إلى تفسير، وكل من يتوجه إلى الله ينال الخير؛ لأن الدعاء هو العبادة، وقد قال الفاروق عمر رضي الله عنه: أنا لا أحمل هم الإجابة لأن الله تكفل بها، ولكن أحمل هم السؤال.

أجمل من ذلك ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من أنه قال: ما من مسلم يدعو الله بدعوة إلا أعطاه الله بها أحدى ثلاث، إما أن يستجيب الله دعوته وإما أن يدخر له من الأجر مثلها، وإما أن يرفع عنه في البلاء مثلها.

أنت -ولله الحمد- رابح في كل الأحوال، وربنا حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه أن يردهما صفراً خاويتين، فاستمر في الإلحاح والدعاء، واحذر من الاستعجال، واستمع واستمتع بتوجيه رسولنا صلى الله عليه وسلم قال: يستجاب لأحدكم ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل. قيل يا رسول الله وما الاستعجال؟ قال: يقول قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجب لي. فيستخسر عند ذلك ويترك الدعاء.

تأدب يا أخي بأدب السلف الكرام الذين نقل حالهم الإمام ابن الجوزي رحمه الله حيث قال: كانوا يسألون الله فإن أعطاهم شكروه وإن لم يعطهم كانوا بالمنع راضين يرجع أحدهم بالملامة على نفسه فيقول: (مثلك لا يجاب) أو لعل المصلحة في أن لا أجاب، وإن كانت هناك من وصايا لمثلك فهي كما يلي:

1- استمر في قرع الأبواب.
2- تخير الأوقات الفاضلة.
3- قدم بين يدي دعائك صلوات وبر وصلة وطاعات.

ابدأ دعاءك بالثناء على الله ثم بالصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ارفع حاجتك لقاضي الحاجات، ثم اختم بالصلاة والسلام على من بعث خاتماً للرسل والرسالات.

اعلم أن في استمرارك على الدعاء بشارة وفي ما شاهدته بشارة، فاتق الله ولا تتوقف عن الدعاء حتى لو تحقق كل ما تريد فإن استمرارك في الدعاء بعد تحقق المراد شكر لرب العباد، وتعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة، واحرص على سلامة صدرك واستبشر بقول الله: (إن يعلم الله في قلوبكم خيراً يؤتكم خيراً) ولا تنسنا يا أخي من دعائك.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً