الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما حدود التعامل مع الفتيات في مجال الدراسة حتى لا أقع في معصية؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا في جامعة مختلطة، ولا أخالط الفتيات، ولا أتحدث معهن نهائيا -ولله الحمد-، لكن الفترة الأخيرة توجد فتاة متدينة أعجبت بها، ومن خلال أصدقاء لي اكتشفت أنها هي الأخرى معجبة بي، لكن والله يعلم ويشهد لم نتحدث مع بعضنا البعض، ولا وقعت أعيننا في أعين بعض، كل الموضوع وجود مشاعر فقط، تحدثت مع والدي بشأن الزواج منها، لكنه أخبرني أن أنتهي من دراستي أولا، وأنتهي من فترة التجنيد الخاصة بي، ورضيت برأي أبي.

الموضوع هنا هو: أنني -ولله الحمد- متفوق في دراستي، فكنت أريد أن أعطيها بعض الملخصات الخاصة بالدراسة لأنها تحتاجها، ولكن هدفي الوحيد هو نجاحها وليس صناعة علاقة محرمة معها من كلام أو نظرات أو غيره، فقط أعطيها الملخصات وأذهب دون كلام، فهل في ذلك الأمر حرمة، وهل سأتسبب في شيء معين لها، أو أخدش حياءها بشيء مثل هذا؟

وشكرا جزيلا لحضراتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmad حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك -أخي العزيز- وأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في الموقع سائلين الله تعالى لنا ولك الثبات على الدين، والهداية إلى صراط الله المستقيم.

- أهنئُك على ما من الله به عليك من حسن الدين والخلق والأمانة, حيث يظهر من سؤالك -بفضل الله تعالى- عليك ما من به سبحانه عليك من خلق الحياء, وقد صح في الأحاديث: (الحياء من الإيمان) و (الحياء خيرٌ كله), وتحليك بغض البصر وهو طريق العفة, وقد قال تعالى: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم)، (ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا).

- وأما بالنسبة للإعجاب المتبادل بينك وبين الفتاة المذكورة, فهذه مشاعر بشرية فطرية طبيعية مادامت لم تتجاوز حدودها الشرعية كما هو حاصل -بحمد الله تعالى-.

- وأما بخصوص سؤالك, فلا مانع شرعاً من تسليمها الملخصات المذكورة سواء عن طريق واسطة مناسبة, أو مباشرة باليد, وإنما يحرم التواصل مع الفتاة إذا كان مقترناً بالخلوة، وتقارب الأنفاس، وتماس الأجساد، أو لين الكلام، أو التوسع فيه بغير حاجة أو ضرورة.

- كما ولا مانع من خطبة الفتاة بعد السؤال عنها فيما يهمك من حسن دينها وخلقها وجمالها وحسبها؛ تمهيداً للزواج بها بعد الدراسة شريطة أن لا تطول مدة الخطبة وتوفر الباءة -وهي القدرة المادية- ورضاك بها واطمئنانك إليها؛ منعاً من فواتها عليك.

- أوصيك بلزوم ما أنت عليه من حسن الدين والخلق والتفوق الدراسي والحياء والعفة, والحرص على زيادة تعميق الإيمان بلزوم الطاعات والصحبة الصالحة والذكر وطلب العلم وقراءة القرآن ومتابعة المحاضرات والبرامج المفيدة والتركيز على دراستك، والاستمرار في التفوق فيها، وتوفير حسن النية لصلاح نفسك وأسرتك ومجتمعك.

- كما وأوصيك بلزوم الاستخارة والاستشارة واللجوء إلى الله تعالى بالدعاء، وحسن الظن به والتوكل عليه والاستعانة به وتقواه وتعزيز الثقة بالنفس, زادك الله علماً وسداداً وتوفيقا ورزقك الزوجة الصالحة وسعادة الدنيا والآخرة.

والله الموفق والمستعان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً