الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد تناول الزيروكسات لازالت بعض مظاهر الرهاب ملازمة لي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا صاحب الاستشارة رقم 2408609، جزاك الله -دكتور محمد عبد العليم- على الرد خير الجزاء.

بدأت رحلة العلاج حسب توجيهكم، حيث بدأت حبة زيروكسات سي أر 12.5 مليجرام يومياً، بدأت ذلك قبل تسعة أيام، -الحمد لله- معظم الأعراض الجانبية التي تُذكر لهذا العلاج لم تصبني، إلا أرق قليل مع أول حبة فقط، ثم ذهب في اليوم الثاني -والحمد لله-.

لاحظت -ولله الحمد- تحسناً ملحوظاً من ناحية الوسواس القهري، أما الرهاب فالتحسن طفيف، حيث اختناق التنفس ما زال يأتيني عند المواجهة، مثلاً عندما أكون إماماً للصلاة، وأريد أن أسأل هل هذا أمر جيد؟

وسؤال آخر: أنا بدأت العلاج في أواخر شهر رمضان، حيث بدأت بتناوله بعد السحور، ثم بعد رمضان بدأت بتناوله بعد الإفطار، يعني هناك حوالي 4 ساعات تأخير، هل هذا تصرف صحيح أم خاطئ؟

جزاكم الله كل خير، وجعل ذلك في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ واحد من الناس حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

نرحب بك مرة أخرى في الشبكة الإسلامية، ولا شك أن رسالتك هذه تحمل بشريات طيبة، فأنت قد بدأت العلاج، ولابد أيضًا أن تكون طريقة التفكير عندك قد تغيرت لتصبح أكثر إيجابية ومواجهة للوساوس وللخوف، ولذا بدأت عندك -وبفضل الله تعالى- بوادر التحسُّن هذه.

كل الذي قمت به من طريقة لتناول العلاج هي طريقة جيدة وطريقة صحيحة جدًّا، ولا تنزعج أبدًا لهذا التأخير لأربع ساعات، هذا لا يؤثر أبدًا على مستوى تكاثف الدواء في الدم، لأن الزيروكسات دواء ليس له إفرازات ثانوية، لكنّه نسبيًّا يظلُّ لأكثر من أربع وعشرين ساعة في دم الإنسان، فلا تنزعج -أخي- لهذا الأمر أبدًا، أنت تسير على طريق العلاج الصحيح.

بالنسبة للمخاوف: أريدك أن تكون أكثر اقتحامًا لها، أكثر تحقيرًا ومواجهة، ولا تعطها قيمة، واصرف انتباهك تمامًا عنها، أمَّا الشعور بالاختناق فهو ناتج من التوتر العضلي الذي يحدث في القفص الصدري نتيجة للتوتر النفسي، يعني: العملية النفسية تنتقل لتصبح عملية عضوية دون أن يكون هنالك أي مرض عضوي.

تمارين الاسترخاء، تمارين التنفُّس التدرّجي سوف تكون وسيلة علاجية ممتازة جدًّا، كما أن التحسُّن التلقائي يأتي من خلال المواجهة للرهاب -كما ذكرنا لك- وطبِّق التمارين الاسترخائية بدقة وتأمُّل وتدبُّر، وأقْدِم على الصلاة بكل أريحية وخشوع وشعور بالأمان والاطمئنان.

أنا أؤكد لك أن أداءك ممتاز، لكن ربما يُخيَّلُ لك أنك في حالة رهبة، وأنك سوف تفقد السيطرة على الموقف أمام الناس، هذا ليس صحيحًا أبدًا.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على ثقتك في استشارات الشبكة الإسلامية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً