الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما زلت أعاني من الوساوس القهرية، فهل أغير العلاج؟

السؤال

السلام عليكم

أحبابي مشرفي موقع إسلام ويب، أتمنى من الله سبحانه تعالى دوام التوفيق لكم.

أنا صاحب استشارة رقم (2287292) بعنوان (أعاني من وساوس وأمراض نفسية، ما علاج حالتي؟).

بداية: أود أن أشكر الدكتور/ عبد العزيز أحمد عمر على تشخيص حالتي، وجزاه الله كل خير.

مرت أربع سنوات منذ تلك الاستشارة ولكن للأسف الشديد ما زلت على تلك الحالة -والحمد لله- فقد ذهبت إلى طبيب نفسي وكتب لي دواء فافرين، تناولته لمدة تزيد عن الأربعة الأشهر ولم يأت الدواء بنتيجة على الإطلاق، فقررت الاستغناء عن الدواء ولكن بالتدريج.

أخي الفاضل، الحالة تزداد من سيئ إلى أسوأ، وأعاني من العذاب وما لا يعلم به أحد إلا الله سبحانه وتعالى.

أعاني من قلق ومخاوف شديدة من أشياء غير موجودة وغير حقيقية والتي أساسها الوساوس القهرية التي تلح على رأسي، ورغم علمي بعدم حقيقة هذه الأمور التي أفكر فيها ورغم مقاومتي الشديدة، إلا أني في النهاية أستسلم دون إرادتي، ولا أشعر بأي طعم في الحياة، أي نعم أمارس حياتي بشكل طبيعي، ولكن يبدو على وجهي دائماً التعب الشديد، ويسألني الجميع: ماذا بك؟ دون أن ينمو إلى علمهم ما أعانيه من عذاب! ولكن الحمد لله دائماً وأبداً.

لا أعلم هل أذهب إلى الطبيب مرة أخرى فيقوم بتغيير العلاج؟ وهل هناك أمل إذا تغير العلاج، أم سأظل حبيس هذه الوساوس؟ رغم التجربة التي مررت بها مع دواء الفافرين، فأشعر بذلك أني لن أستجيب لأي من العلاجات.

آسف جداً على كثرة رسائلي، وجعله الله في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نعم، مرض الوسواس القهري من الأمراض التي يعاني منها الشخص المصاب؛ لأنه كلُّه يكون داخل تفكير الشخص، ولا يحس به الآخرون، وتتحمّل ألم الأفكار المتكررة والتوتر النفسي لوحدك لفترة طويلة، ولكن يمكن علاجه.

أنت لم تستجب لدواء الفافرين، وكما ذكرتُ لك هناك بعض الناس يستجيبون لهذا الدواء، ولا يستجيبون لغيره، وقد يكون دواء الأنفرانيل أفيد؛ لأن في كثير من الدراسات (بالمناسبة) أثبتت أن الأنفرانيل -وهو من فصيلة أخرى غير فصيلة الفافرين- من الأدوية الفعّالة جدًّا في علاج الوسواس القهري.

كذلك أحيانًا إذا لم يستجب الشخص للأنفرانيل فيمكن إضافة جرعات صغيرة من مضادات الذهان مثل الـ (رزبريادون)، وهذا أيضًا يساعد في علاج الوسواس القهري.

لا تنس -أخي الكريم- أهمية العلاج السلوكي المعرفي في الوسواس القهري؛ فالكثير الآن من الدراسات تُشير إلى أن العلاج السلوكي المعرفي قد يكون أهم عنصر في علاج الوسواس القهري، وقد يستجيب المرضى للعلاج السلوكي المعرفي لوحده، ولكن مع الدواء تكون الاستجابة أكبر.

لا تتردد في الذهاب إلى طبيب نفسي آخر؛ لتغيير العلاج -كما ذكرت- وإن شاء الله تشفى من هذا المرض وتتحسّن، وأبشرك أنا أيضًا: مع مرور الزمن فإن حدة الوسواس القهري تقل وكذلك شدته حتى بدون علاج، وتقل حدته مع مرور الزمن وتقدّم الشخص في العمر.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً