الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من وساوس وأفكار تكاد تقتلني.

السؤال

السلام عليكم..

أعاني من أفكار تكاد تقتلني، كالدعاء على أهلي في قلبي من دون إرادتي، وأفكار بالسب والشتم على أشخاص أحبهم أكثر من روحي، لا أفهم ما يحدث لي، فعندما تأتيني هذه الأفكار فورا أقوم بالدعاء بالخير، والخوف عليهم، وأحس بالذنب، وكل ما قمت من النوم أحس بالخوف من رجوع هذه الأفكار، فهل يعتبر هذا وسواسا ومن حديث النفس الذي لا يحاسب عليه الله؟ وماهي الحلول؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -أختنا الكريمة- وردا على استشارتك أقول:
لا شك أن هذا من الوساوس التي لا يحاسب عليها الإنسان كونها تدور في القلب دون النطق بها، وكونها خارجة عن إرادته، والله تعالى يقول: (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها)، ويقول عليه الصلاة والسلام: (إن الله تجاوز لي عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم).

لا تركزي على هذه الوساوس، وقومي باحتقارها وتجاهلها، واقطعيها، ولا تتحاوري معها أبدا، وبادري بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم فور ورودها، وانهضي من المكان الذي أتتك فيه، وانتقلي إلى مكان آخر، وأشغلي نفسك بأي عمل.

أكثري من ذكر الله تعالى؛ فالشيطان جاثم على قلب ابن آدم، فإن ذكر الله خنس، وإن غفل وسوس، هكذا يقول سيدنا ابن عباس رضي الله عنه.

حافظي على أذكار اليوم والليلة، ففيها حرز ووقاية من الشيطان الرجيم.

لا بد من العزم الأكيد على دحر هذه الوساوس، وعدم الاستسلام لها، وإلا فهي بداية لوساوس خطرة جدا، فباحتقارها وعدم التعويل عليها أو التحاور معها ستتخلصين منها؛ لأن ذلك هو العلاج الناجع، فالشيطان إنما يريد منك أن تتقبليها وتتحاوري معها؛ لأن الحوار والإصغاء دليل على الضعف، وذلك يغري الشيطان للاستمرار أو لافتراس الضحية، أما إن وجد شخصا يحتقر تلك الوساوس، ولا يلتفت إليها فإنه يولي الأدبار.

الشيطان ضعيف، ولا يقوى على مواجهة الإنسان، ولذلك يلجأ للكيد وهو الوسوسة، كما قال عليه الصلاة والسلام : (الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة).

أكثري من التضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة، وسلي الله تعالى أن يرد كيد الشيطان في نحره.

إن أتتك تلك الوساوس فلا تشعري بالخوف أبدا ، ولست بحاجة للقيام بالدعاء لأقاربك في تلك اللحظة؛ لأن ذلك العمل هو جزء من وساوس الشيطان، والذي يلزمك عمله هو الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، كما قال تعالى: (وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) ومن معاني الآية :(إذا أحسست بوسوسة فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم).

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى أن يذهب عند ما تجدين إنه سميع مجيب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً