الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخشى أن أكون قد ظلمت نفسي وزوجتي بعدم اتباع نصائح الأطباء، ساعدوني.

السؤال

السلام عليكم ورحمة وبركاته

فجأة أجد نفسي تمتنع عن أي عمل مهم في حياتي، فجأة لا أرغب بالدراسة، وإذا حاولت الدراسة يصيبني ألم شديد في رأسي، ونسيان متكرر، ولا أستطيع أن أتجاوز الصفحة من شدة الألم مهما حاولت المجاهدة، وإذا فكرت في سبب ذلك الامتناع أجد أنه رغبة في النفس لتنال شيئا، فإذا فعلت ما تريده نفسي فإن ذلك الألم يزول.

أحيانا تكون تلك الأشياء تافهة (طبعا أنا لا أضغط عليها ولا أشق عليها)، وأحيانا يكون التأثير جسديا فأجد جسدي كله به حساسية، أريد أن أحك جسدي كثيرا، ومها أخذت من أدوية الحساسية فلا تزول الحكة، ويكون السبب تافها.

وأحيانا يكون نفورا من الجلوس في البيت، فإذا فعلت ما تريده النفس يزول ذلك النفور، فعندما علمت من الاستشاري النفسي أن تلك الأعراض وسوسة فكرية بدأت أتجاهلها، وفعلا أصبحت تأتِ، فإذا تجاهلتها ومارست حياتي بشكل طبيعي تذهب وحدها، سواء نفورا من المذاكرة، أو تأثيرا جسديا أو نفورا من البيت.

السؤال: الآن أنا متزوج وعندي سرعة قذف ونفور من زوجتي، وأظن أن ذلك من تأثير الوسواس، والمفروض أن أتعامل مع زوجتي سواء في الوضع الطبيعي، أو الحياة الجنسية بشكل طبيعي، حتى لو حصل سرعة قذف عدة مرات، فقد أثبت تجاهلي والحالة ستزول وحدها، وأعود للوضع الطبيعي، لكن قرأت نصائح الأطباء أنه لا بد من تجنب زيادة الشهوة أثناء الممارسة الجنسية، وتجنب الأوضاع المثيرة، لكنني لو فعلت ذلك أكون قد مكنت الوسواس من نفسي، لأنني أطعته ولم أتجاهله، وأكون بذلك معرضا لعدم زواله، ولكنني أخاف أن يكون ذلك ليس من الوسواس؛ لأنه ظهر معي منذ بداية الزواج، وأكون قد ظلمت نفسي وزوجتي بتجنب اتباع نصائح الأطباء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Amar حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فعلاً الوساوس قد تؤثر على الإنسان بدرجة كبيرة، وتؤثر على حياته وتؤثر على جسده، ولكن -الحمد لله- كما ذكرت أنك عن طريق التجاهل تحسنت بدرجة كبيرة، ولكن بقيت المشكلة الجنسية، وهي بطريقة أخرى مرتبطة مع الوساوس -كما ذكرت-، وطبعاً هي بدورها تؤدي إلى مشاكل أخرى ومزيد من الاكتئاب والضغوط النفسية عليك، بالذات سرعة القذف والنفور.

أرى أنه أحياناً بالرغم أن الإنسان قد ينجح في تجريب بعض المهارات السلوكية في علاج الوسواس، ولكن إذا كان الوسواس لفترة طويلة ويؤثر على الشخص، والآن في وضعك هناك موضوع المشكلة الجنسية، فأرى أن يتم هذا التجاهل بالتعاون مع معالج نفسي؛ لأنه سوف يعطيك مهارات أخرى غير التجاهل للتعامل مع هذا الوسواس الذي يعني يؤثر عليك، وطبعاً هذه المهارات الأخرى تأتي ضمن العلاج السلوكي المعرفي للوسواس، وهو يتكون من عدة جلسات -يا أخي الكريم- والجلسات عادة أسبوعية، وتستمر لمدة ساعة كل أسبوع، حيث يعطيك المعالج نصائح وإرشادات ومهارات معينة تطبقها في هذا الأسبوع، ثم تراجع معه أين نجحت وأين أخفقت، وبالتالي يعطيك إرشادات أخرى وتعليمات أخرى وهكذا.

فإذاً أرى أن تتواصل مع المعالج النفسي، وليس فقط الاستماع للنصائح ومحاولة تطبيقها بنفسك، فالمعالج النفسي سوف يساعدك أيضاً من ناحية الدعم النفسي، غير العلاج السلوكي المعرفي الذي تتواصل منه بمجرد اللتقاء مع المعالج النفسي أسبوعياً سوف يكون لك نوعا من الدعم النفسي، وسوف يساعدك كثيرا بالخروج من هذه المشكلة، وبالذات العلاقة الجنسية مع زوجتك.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً