الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أسعى للعمل ولكني لم أوفق، فهل أكتفي بالدراسة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب، عمري 21 سنة، وأدرس في الجامعة في السنة الثانية، ولكن المشكلة أنني لم أجد عملا منذ عدة شهور، والمتوقع أنني في المستقبل لا أجد؛ لأنني أولا: ليس عندي مصلحة مستقلة لانشغالي بالدراسة، وثانياً: هنا في بلادنا يشددون كثيراً على إجازة للعمل، ولا يسمحوا بالعمل لمن لا يملكها.

وثالثاً: أنا طاب جامعي، وعندي دوام ألتزم به، فأنا أسعى وأسعى للعمل ولكن بدون نتيجة، وكلما رأيت غيري ممن يشتغل وليس عنده دراسة تمنيت أن أكون مثله، فما نصيحتكم لي؟ أنا ضائقة بي الدنيا، فأنا شاب أحب العمل، وأريد أن أكتفي بمالي عن الناس، وأسعى مع الوقت للزواج، فكيف لي بمطلوبي إن لم يتيسر لي العمل؟! وعذرا على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

اعلم وفقك الله أن الرزق بيد الله، وأن الأعمال سبب له فقط، قال سبحانه: ﴿فَابتَغوا عِندَ اللَّهِ الرِّزقَ وَاعبُدوهُ وَاشكُروا لَهُ إِلَيهِ تُرجَعونَ﴾ وكونك لم تجد عملا الآن لا يلزم أن لا تجده في المستقبل، فلا تيأس ولا يكون تفكيرك سلبيا، بل تفاءل وانطق بالخير تجده وثق بالله، وأحسن الظن به سبحانه فهو عند ظن عبده به.

بما أنك طالب فانشغل بطلب العلم في التخصص الذي ترغب فيه، واكتسب الحرفة والمهارة، ولا تستعجل على العمل الآن ولا تنظر إلى غيرك ممن ترك الدراسة وذهب للعمل ربما ظروفهم تختلف عنك، وربما كان قرارهم خاطئا وسيندمون لتفريطهم في الدراسة وانشغالهم بالعمل عنها، وإن كنت محتاجا للعمل فابحث عن عمل تستطيع أن توفق بينه وبين الدراسة.

انظر إلى المستقبل الواعد لك بعد التخرج بكل ثقة وتفاؤل -وإن شاء الله- تتخرج وتعمل وتتزوج وتعيش حياة سعيدة، فلا تستعجل المراحل، وخذ الأمور بالتدرج، وعليك بالصبر والتحمل، فمن يريد النجاح لا بد أن يصبر ويتحمل.

كما ننصحك بالبحث عن رفقة صالحة تعينك على الاستقامة على دين الله وتساعدك على هموم الحياة ومشاكلها، ولا تنطوي على نفسك وتنزوي عليها حتى لا تتوارد عليك الوساوس والخواطر السيئة، كما ننصحك بكثرة الدعاء والتضرع إلى الله أن يرزقك من حيث لا تحتسب، وأن ييسر لك الأمور، فالدعاء باب عظيم من أبواب حل المشكلات خاصة إذا صدر من قلب مقبل على الله واثق عليه سبحانه حسن الظن بالله.

نسأل الله أن ييسر أمرك، ويرزقك من حيث لا تحتسب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً