الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي أفكار وسواسية بأنني لست بشرا فكيف أتجاوزها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كنت أعاني في بدابة الأمر من وسواس يتعلق بطليقي، وبعد ذلك تحول إلى اضطراب النوم، وقد جربت العلاج السلوكي المعرفي لكن ازدادت حالتي سوءا، وأصبح لدي خوف من كل شيء، الآن أصبحت تأتيني فكرة أنني لست بشرا، وأني مجرد حبة قمح، وهذه الفكرة لا تزول من رأسي، فهل هذا مرض عقلي؟

حاليا أتابع مع أخصائي الأمراض العقلي، وقد وصف لي دواء S CITAP 20mg صباحا، ودواء SOLIAN 100 mg, و laroxyl 25 ليلا، وفي السابق كنت أستعمل deroxat 25 mg, SOLIAN 50وLAROXYL.

الحمد لله زال الخوف والقولون العصبي، ولكن الوسواس ما يزال موجودا.

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بدر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك التوفيق والسداد.

هذا الذي تعاني منه من الواضح أنه وسواس، وأنت أصلاً لديك شيء من قلق المخاوف الوسواسي، على الأقل فيما مضى.

هذه الفكرة التي تأتيك الآن -وهي أنك لست ببشر، وأنك مجرد حبة قمح - قطعًا هي فكرة سخيفة، وأفضل علاج لها هو تحقيرها، وإخضاعها للمنطق، واستبدالها بفكرة أخرى مضادة لها، وأيضًا الحرص على تجاهلها في بعض الأحيان يُعتبر علاجًا جيدًا.

متابعتك مع الطبيب المختص -أي طبيب الصحة النفسية- أراه أمرًا جيدًا، وقطعًا يمكن أن تناقش الطبيب حول التشخيص، هل هو مرض نفسي؟ هل هو مرض عقلي؟ هل لديك أي بوادر ذُهانية؟ أم هو مجرد وسواس من النوع العصابي؟

الشيء الذي يظهر لي أن الأمر وسواس، وليس أكثر من ذلك، لكن نعرف أن قلّة قليلة من مرضى الوساوس ربما تتحوّل أفكارهم إلى أفكارٍ ذهانية، وأكرّر أنه ليس لديَّ الآن ما يدلُّ على أنك تعاني من ذهان أو مرض عقلي.

إذًا: مقابلة الطبيب والمتابعة معه أمر جيد، أن تناقشه حول التشخيص، وأن تلتزم بالتعليمات السلوكية، وأن تتناول العلاجات الموصوفة.

الأدوية التي وُصفت لك هي أدوية جيدة وتفيد كثيرًا، وإذا لم تتحسَّن عليها سيكون هنالك خيار دوائي آخر، وهو أن تتناول عقار (بروزاك) والذي يُسمَّى علميًا (فلوكستين)، بجرعة تُرفع تدريجيًا حتى تصل إلى ستين إلى ثمانين مليجرامًا يوميًا، ويُضاف إليه دواء آخر يعرف باسم (رزريادون)، بجرعة واحد مليجرام لمدة أسبوعين، ثم تُرفع الجرعة إلى 2 مليجرام يوميًا.

هذه علاجات بسيطة ومفيدة، وأحيانًا نُضيف لهذين الدواءين العقار الذي يُعرف باسم (فلوفكسمين)، هذا هو اسمه العلمي، ويُسمَّى تجاريًا (فافرين).

أخي: هذه مجرد وجهة نظر، والقرار النهائي فيما يتعلَّق بالخطة العلاجية الخاصة بك هو بيد طبيبك المعالج.

أيها الفاضل الكريم: لابد أن تصرف انتباهك من هذه الأعراض من خلال أن تكثّف من أنشطتك الحياتية، أن تكون مُجيدًا لعملك، تبني تواصلا اجتماعيا ممتازا، تحسن إدارة الوقت، تحرص على صلواتك في وقتها، تصل رحمك، تقوم بالواجبات الاجتماعية أيًّا كانت، تمارس رياضة، تقرأ، تطِّلع.

فيا أخي الكريم: هذه كلها وسائل علاجية تُحسِّن من مهارات الإنسان وتطوّرها، وتساعد في ذات الوقت في صرف هذه الأعراض - نفسيّة كانت أو ذهانية - .

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً