الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل مراجعة الطبيب ضرورية بعد استئصال الغدة المصابة بالسرطان؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أتقدم بالشكر الجزيل لهذا الموقع الرائع والقائمين عليه، جعله الله في موازين حسناتكم.

استقدمت خادمة وأخبرتني بعد وصولها أنها مريضة بسرطان الغدة الدرقية وقد تم استئصالها كاملة، وأنه يلزم أن تذهب للمستشفى كل ستة أشهر.

أرغب في معرفة سبب الذهاب للمستشفى كل ستة أشهر، وهل هذه الزيارة ضرورية؟ وهل يؤثر استئصال الغدة الدرقية على صحة ونشاط خادمتي؟ لأنها حالياً في فترة التجربة وبإمكاني استبدالها.

شاكرة لكم تعاونكم وبارك فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبدالله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرد لك الشكر بمثله، ونسأل الله عز وجل أن يوفقنا جميعا إلى ما يحب ويرضى دائما.
نعم -يا عزيزتي- من المهم جدأ أن تقوم تلك العاملة المنزلية بمراجعة الطبيب المختص بالأورام والغدد كل ستة أشهر وبانتظام، هذا الأمر ضروري جدا، وذلك لسببين هامين:
السبب الأول: من أجل التأكد من عدم حدوث نكس أو عودة السرطان ثانية في الأمكنة المجاورة للغدة المستأصلة، أو في أي مكان آخر في الجسم، فمن المعلوم بأن أي سرطان قد ينكس أي قد يعاود ثانية، حتى لو تم استئصاله كاملا، لأن الخلايا السرطانية هي خلايا نشيطة جدا وعشوائية التكاثر، وهي قادرة على التسلل إلى الأنسجة المجاورة وإلى الأعضاء البعيدة، ويتم ذلك عن طريق الدم أو عن طريق الجهاز اللمفاوي، ثم تنزرع هذه الخلايا وتشكل بقع سرطانية مجهرية تبقى كامنة في تلك المناطق لفترة قد تطول وقد تقصر، ثم تعود هذه الخلايا وتنشط من جديد، فتحدث ورما أو أوراما جديدة تسمى: الانتقالات السرطانية، وبالطبع هذا لا يحدث في كل الحالات، بل في بعضها، لكن لا يوجد لدينا لغاية الآن طريقة يمكن من خلالها معرفة هل حدث تسلل للخلايا السرطانية إلى بقية أنحاء الجسم أم لا، والطريقة الوحيدة المتبعة حاليا هي عن طريق مراقبة المريض أو المريضة بعد العملية وبشكل دوري ومنتظم، مع عمل تصوير وبعض الفحوصات حسب ما تتطلبه الحالة.

السبب الثاني: هو أنه قد تم استئصال كامل الغدة الدرقية عند تلك العاملة، وهذا يعني بأن جسمها قد فقد هرمون (الثيروكسين) الذي يفرز من هذه الغدة وبشكل كامل، ولا يمكن للإنسان العيش من دون هذا الهرمون، لذلك فإن الطبيب سيكون قد بدأ لها علاجا بديلا لهذا الهرمون وهو عبارة عن حبوب الثيروكسين، ويجب أن تستمر على هذه الحبوب مدى الحياة، وبما أن حاجة الجسم من هذا الهرمون تتغير باستمرار تبعا لعوامل متعددة، فيجب متابعة كل من يتناول هذا العلاج التعويضي كل 6 أشهر على الأقل، وذلك لعمل تحليل في الدم والتأكد من أن الجرعة التي يتناولها من الثيروكسين كافية لجسمه، وفي حال تم ضبط جرعة هرمون الثيروكسن الذي تتناوله العاملة وكانت نتيجة متابعاتها الدورية الخاصة بالسرطان عند الطبيب سليمة، فستكون قادرة على آداء مهامها بشكل طبيعي -بإذن الله تعالى-، لكن في حال تبين بعد فترة بأن الورم السرطاني قد نكس أو ظهر في مكان آخر في جسمها، فقد تظهر هنا أعراض تؤثر على صحتها وستستدعي حالتها دخول المستشفى لعلاج الأورام الانتقالية حسب موضعها وحسب حجمها، وهذا حتما سيؤثر على نشاطها وعلى أدائها.

إن احتمالية النكس تتبع النوع النسجي للورم والمرحلة التي استئصل فيها، ولمعرفة هذه الاحتمالية عندها فإن ذلك يتطلب الاطلاع على كل التقارير الطبية الخاصة بحالتها.

نسأل الله عز وجل أن يوفقك إلى ما يحب ويرضى، وأن يمن على تلك العاملة بالشفاء التام والعاجل بإذنه عز وجل.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً