الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل من نصيحة لتردد شاب في الزواج من ابنة عمه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالب، عمري 22 سنة، أدرس بكلية الهندسة، أحببت ابنة عمي كثيراً منذ سنتين، وصارحتها بشعوري نحوها، فوجدتها تكن لي نفس المشاعر، واتفقنا على الزواج، علما بأنها تبلغ من العمر أيضاً 22 سنة، أخبرت والدي بذلك، فوافق وأسعده ذلك الشيء، ولكنه وجه لي بعض النصائح والتي كنت أعرفها جيداً، وهي:

توجد خلافات بين أمي وأمها، وهي خلافات قديمة وتافهة، وأخشى أن تؤثر هذه الخلافات بعد الزواج.

أيضاً أخشى من زواج الأقارب، والذي أثيرت حوله الشبهات، خصوصاً أن ابنة عمي لها أختان مصابتان بمرض السكر، كما أن خالتها لديها مشاكل بالغدة الدرقية.

أيضاً هناك مشكلة أخرى، وهي مشكلة السن، فهي في مثل سني، وأبي ينصحني أن أتزوج فتاة أصغر مني بخمس سنوات على الأقل.

أيضاً هناك مشكلة الانتظار؛ لأني لا أستطيع الزواج بها قبل أربع سنوات أو خمس على الأقل؛ نظراً لظروف دراستي، وبعدها البحث عن وظيفة، فمن الممكن أن يصل عمرها 26 سنة بدون زواج.

ولكني دائماً أفكر وأقول: إنها أنسب زوجة لي، حيث إنني أعرفها جيداً، بالإضافة إلى أنني أحب عمي جداً وهو يحبني، كما أنني أحبها جداً وهي أيضاً، وأتمنى أن أعيش معها طيلة حياتي، ولكني دائماً أفكر بشيء آخر وهو تحول الفتيات بعد الزواج تحولاً تاماً، حيت تدب الخلافات، وتبحث المرأة عن المال فقط وتنسى كل شيء.

أفيدوني: كيف أتخذ القرار؟

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد محسن سلطان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأسأل الله لي ولكم الهداية والتوفيق، آمين.

بخصوص زواجك بابنة عمك -ابني- لقد مدحت هذه الفتاة فهي بجانب أنها ابنة عمك فقد عرفت سلوكها وأثنيت عليها وعلى أخلاقها، وهذا هو الأهم بل هذا ضابط الاختيار الأول وشرطه أن تكون الفتاة ذات خلق ودين؛ لأننا وبتجاربنا الطويلة وجدنا أنه لا ضابط لاستمرار الحياة الزوجية بسعادة ومحبة إلا مع ذات الدين والخلق، وما عدا ذلك كله زائل من جمال ومال ونسب إلى آخره؛ فما دمت قد اطمأن قلبك إلى سلوكها وأخلاقها وتصرفها جيداً ومال قلبك لها ومالت إليك؛ فأرى أن تقدم على الزواج منها وبقية الفوارق والمسائل التي أشرت إليها ستزول، ففارق السن ليس كبيراً؛ فهي تماثلك في السن.

وأرى أن تستعجل أمر الزواج بعد التخرج حتى تحفظ نفسك، والله تعالى تكفل بعونك مادمت تريد العفاف، وزواج بنت 26 سنة مناسب جدّاً لأنها تكون قد نضجت عقلياً، وأخذت تجارب كثيرة من الحياة، وهذا عون كبير لاستمرار الحياة، وتكون العقبة هي أمك، ولا بد من إقناعها فإن اقتنعت فإن شاء الله سيكون الزواج وسيلة لإذابة سوء التفاهم بينهما وبين امرأة عمك، فلا بد من إقناعها وإلا أخشى أن يجر ذلك إلى عقوقها وهذا أمر خطير.

أما إصابة بعض أخواتها بالسكري فليس بالضرورة أن تنتقل العدوى إلى أبنائكم، ولكن عليك باستشارة الطبيب، وتحول الفتاة ابني بعد الزواج هذا أمر علمه عند الله، فالقلوب بيده يحولها كيف يشاء ولكن هذا تخوف في غير مكانه؛ وإلا فلن تجد شاباً يتزوج أبداً، فأقدم على بركة الله، ولا تتردد بعد أن تقنع أمك، ثم تستخير الله كثيراً، وتدعوه بالتوفيق والسداد.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • ليبيا عبدالله ابراهيم

    توكل

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً