الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الأعراض التي أشعر بها لها علاقة بالقلب أو الدماغ؟

السؤال

السلام عليكم.

كنت أعاني قبل سنوات من خوف من الموت وقلق أصبت به قبل الامتحانات فجأة، وتجاوزت الحالة باستشارة طبيب نفسي.

قبل أسبوعين شعرت فجأة بخوف شديد وخفقان في القلب ودوار وغثيان ورجفة وألم في الصدر واليدين، فذهبت لطبيب الباطنية، وعملت التحاليل والفحص السريري وأشعة للصدر، وكانت النتائج سليمة، ما عدا انخفاض الضغط والسكر، حيث أتبع حمية غذائية، فوصف لي البروبانول لكني لم أتناوله.

تطورت الحالة وصرت لا أنام جيدا، وأصبت بعلامات الإرهاق من اصفرار الوجه وسواد تحت العينين، وصرت أخاف من مرض القلب لأن الخفقان مستمر، فذهبت لطبيب أمراض تنفسية، وعملت التحاليل والفحص السريري، وكانت كلها سليمة.

تحولت بعدها الأعراض إلى صداع في أعلى ومقدمة الرأس طوال اليوم وآلام في الرقبة وغثيان ورغبة في القيء ودوار وخمول، وبدأت أوسوس أني مصابة بمرض في الدماغ، وأي شيء أشعر به أبحث عنه في الإنترنت.

لقد أصبحت يائسة جداً، وأخاف حتى من النوم خشية ألا أستيقظ، وضغطي منخفض دائما، وأربط كل شيء بالموت، أصبحت أخاف أن أتحدث مع صديقاتي، علما أني أدرس هندسة وفي السنة قبل الأخيرة للتخرج، فهل أعاني من مرض في القلب أو الرأس؟

علما أني لا أستطيع مراجعة الطبيب النفسي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Noor حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالأعراض التي ذكرتِها في استشارتك كلها تدلُّ على أعراض قلق وتوتر وخوف زائد، الخوف من المرض والخوف من الموت كلها من أعراض القلق، وهناك أعراض قلق جسدية مثل خفقان القلب والدوخة والرجفة، ولذلك التحاليل تكون طبيعية، لأن هذه أعراض نفسية وليست أعراضا عضوية، ولا تظهر بالفحص السريري و بالمختبرات.

وطبعًا طالما استمرت هذه الأعراض وأثّرت على حياتك الآن وأنت في الدراسة، فهي تتطلب علاجًا - أختي الكريمة - وعلاجها عند الطبيب النفسي وليس عند طبيب الجهاز التنفسي أو طبيب الباطنة، لأنها - كما ذكرتُ - هي أعراض قلق وتوتر، وهي اضطراب نفسي وليس اضطرابًا عضويًّا.

الاندرال فعّال لوقف ضربات القلب والرعشة والتعرُّق، ولذلك أرى أن تأخذيه، ومعه يمكنك أن تأخذي دوجماتيل 50 مليجراما، أيضًا فعّال في علاج القلق، وفعّال في علاج القيء الذي يأتي عن القلق، وبالذات أنت ما زلت تواصلين الدراسة الجامعية وعلى وشك التخرّج -أختي الكريمة-.

لا تحتاجين إلى الذهاب لأطباء جهاز تنفسي أو أطباء باطنة - كما ذكرت - تحتاجين إلى الذهاب إلى طبيب نفسي، ولكن إذا كان ليس في المستطاع فعليك بتناول الإندرال والدوجماتيل - كما ذكرتُ لك - وعليك أيضًا بممارسة الرياضة ومحاولة الاسترخاء، والانشغال عن التفكير الدائم في هذه الأشياء، وألَّا تكوني لوحدك، وأن تحاولي تجاهلها، أو تصرفي النظر عنها كلَّما وردت هذه الأفكار السلبية عليك وانتابتك -أختي الكريمة-.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً