الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تدهورت حالتي وأشعر أن مستقبلي تحطم

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة، أبلغ عمر الزهور أو ربما أزيد عنه بقليل.
مشكلتي هي أنني أعاني من الكسل المبالغ فيه، وكثرة الخمول، إضافة إلى أوجاع تكاد لا تفارقني في مقدمة الرأس (الجبهة)، وأحيانا تنزل على عيني لدرجة أني في كثير من الأحيان أريد البكاء، وأوجاع في كامل جسمي خاصة الظهر والصدر، وإحساس شديد بالاختناق كأن أحدا يخنقني من أعلى رقبتي، وحين أتحدث أنسى ما كنت سأقول، أو أقول ما لا أرغب في قوله، أو أقول عكس ما أردت قوله.

كثيرا ما تمر علي فترات أقول كلاما غير مفهوم مثلا: بدلا من قول باب أقول شباكا، وعوضا عن قول سيارة أقول كرسيا، حتى الوقت مثلا تكون الساعة 19:05 أقول الخامسة و 19 دقيقة، وهو ما يجعلني أشعر بإرهاق شديد عند الحديث، ووزني ذاهب للازدياد، وأريد ممارسة الرياضة لكني لا أفعل.

كل هذا يسبب لي الإحراج الشديد؛ لأني لا أساعد أمي في أعمال المنزل إلا نادرا رغم توقي لذلك، وقد تضررت دراستي كثيرا، وبلغ بي الكسل لدرجة أني لا أريد الخروج بتاتا من المنزل، ولا فعل شيء غير الدراسة أحيانا، وأتكاسل حتى على الاستحمام، أو الرد على الرسائل، أو الحديث، أو غيره، ولا أذهب إلا نادرا للكلية؛ لأني أشعر بالملل من المحاضرات بسرعة، وأستثقل الذهاب لأنها تبعد ساعة عن المنزل حينما آخذ وسائل النقل.

خلق عندي هذا نوعا من العزلة، فلا إخوة لدي، ولم أعد أرغب في عقد صداقات جديدة؛ لأن لا أحد يتفهم حالتي، وأخاف أن يتحدث عني أحد لأحد آخر بسوء فيسخرون مني.

بدأت هذه الأعراض بالتدرج منذ سنوات، والآن بلغت حدا لا يطاق، وأسوأ ما في الأمر أني أعشق دراستي وأريد أن أصبح محامية، وفي بداية حياتي الجامعية كنت ناشطة في منظمة طلابية، وكنت فصيحة ومؤثرة كثيرا في الناس، وهو ما أكد لي أنني سأنجح في المحاماة، لكني الآن أشعر أن ذلك صعب المنال، وأني فاشلة في حياتي، وسأفشل في المستقبل، وأن حياتي تحطمت كليا، لماذا كل هذا، وما يمكنني أن أفعل؟ فقد تعبت وكرهت نفسي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، الشعور بالإجهاد وافتقاد الدافعية في مثل سنك ربما يكون عادة مكتسبه بدأت بشيء من التكاسل وبعد ذك وجد الإنسان صعوبة كبيرة بالدخول في الأنشطة الحياتية المختلفة هذا أحد الأسباب، السبب الثاني هو أن الاكتئاب النفسي، خاصة ما يسمى بالاكتئاب النفسي المقنع أحياناً قد يأتي بهذه الشاكلة من ناحية ضعف التركيز، وتشتت الأفكار، وآلام الجسدية هنا وهناك وكذلك ضعف الدافعية والشعور بالكسل ربما الميول للنوم، وأكل كميات كبيرة من الطعام هذا احتمال.

والاحتمالات الأخرى هي الحالات العضوية، لكن أعتقد أن هذه لا تنطبق عليك، وأكثر علة تسبب هذه الأعراض هي ضعف إفراز الغدة الدرقية، ونحن كنوع من التحوط أول ما أدعوك له هو أن تذهبي إلى الطبيب، وتجرين فحوصات طبية كاملة، تتأكدين من مستوى الدم لديك، وظائف الكبد، وظائف الكلى، مستوى الغدة الدرقية، ولا بد أن تتأكدين أيضاً من مستوى فيتامين (د) لأن نقص هذا الفيتامين أيضاً قد يؤدي في بعض الأحيان إلى شيء من الشعور بالخمول وافتقاد الحيوية، إذاً الخطوة الأولى: هي إجراء الفحوصات الطبية وإن شاء الله تعالى كلها سليمة.

الخطوة الثانية: هي تنظيم الوقت، تنظيم الوقت بشرط أن يشمل ذلك ممارسة الرياضة، تنامي النوم الليلي المبكر، وتعاهدي نفسك أن لا تذهبين إلى الفراش أبداً في أثناء اليوم، ويجب أن يكون لديك التصميم والعزيمة لممارسة أي نوع من الرياضة، رياضة المشي، رياضة الجري أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة، والرياضة وجدنا أنها تحسن التواصل بين الخلايا العصبية الدماغية وكذلك تحسن الدورة الدموية الدماغية، وحتى ترميم الخلايا الدماغية وجد أن الرياضة هي أحد الوسائل التي تؤدي إلى ذلك، فإذاً للرياضة قيمة علمية كبيرة هذا خط علاج أساسي بالنسبة لك، والرياضة تقوي النفوس قبل أن تقوي الأجسام.

إذاً حسن إدارة الوقت والتصميم على أداء الأشياء والحرص على أي نوع من التواصل الاجتماعي، زيارة الأرحام، زيارة صديقة، زيارة مريض في المستشفى، الذهاب إلى مناسبة فرح هذه التواصلات الاجتماعية أيضاً هي ذات فائدة كبيرة جداً وعظيمة، الحرص على الصلاة في وقتها أيضاً مهمة، وبما أن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقتا الصلاة تعلمنا أيضاً حسن إدارة وقتنا، ما الذي أعمله قبل الصلاة، ما الذي يجب أن أقوم به بعد الصلاة وهكذا.

كوني متفائلة -والحمد لله- لا توجد الأعراض الوجدانية للاكتئاب لديك، وأنت أصلاً تريدين أن تتخصصي وتصبحي محامية كبيرة وهذا إن شاء الله كله سيتحقق، وأنا أرى أن تناول أحد مضادات الاكتئاب التي تحسن الدافعية مثل عقار بروزاك سيكون مفيدا لك جداً، لكن أريدك أيضاً أن تذهبي إلى الطبيب وبعد أن تجري الفحوصات إذا اتضح كل شيء سليم -وهذا ما أتمناه- إن شاء الله بعد ذلك يمكن أن يصف لك البروزاك، وهو مفيد جداً محسن للمزاج ومحسن للدافعية ويزيد الحيوية النفسية وكذلك الجسدية.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً