الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أستطيع التأقلم مع مهنتي واكتئبت منها، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة أبلغ 21 سنة، فتاة هادئة وخجولة، تخرجت قبل أشهر -والحمد لله-، وحصلت على وظيفة مباشرة كمعلمة في المرحلة المتوسطة، في الحقيقة هذه ليست أول مرة أجرب التعليم لأن تكويني الجامعي يفرض علي أن أدرّس خلال سنة تخرجي في مؤسسة تحت إشراف أستاذ ذي خبرة.

منذ ولوجي إلى الميدان لم تعجبني هذه المهنة ومسؤولياتها الكثيرة، وبدأ حالي يتغير، فقدت شهيتي ولم أعد أنام في الليل، أحسست بأرق ودوار يلازمانني وانقباض في الصدر، ولم تتحسن حالتي إلا بعد إنتهاء السنة الجامعية.

منذ حصولي على الوظيفة عادت إلي نفس الأعراض، أحس بضيق في صدري يمنعني عن فعل أي شيء، حتى أنني أفكر بترك الوظيفة رغم علمي أن فرص حصولي على وظيفة أخرى ستكون صعبة، صليت صلاة الاستخارة عدة مرات لكن قلبي لا يرتاح وعقلي لا يتوقف عن التفكير.

نصحوني في العائلة بأن أحاول الاستمرار، وبعدها سأتعود على الأمر أو على الأقل حتى أجد البديل، لكنني أستصعب هذا وأرفضه بشدة، فهذا الشعور الذي بداخلي يتعبني جدا، رغم أنني أعلم أن البقاء بالمنزل لن يحقق لي الراحة التي أطمح إليها، ولكن على الأقل سيخفف من هذا الشعور.

إذا سألتم لم اخترت هذا المجال أصلا إن لم أكن أحبه؟ في الحقيقة لم يكن لدي مهنة أرغب بها حقا لذا اخترت ما رأيته مناسبا دون التفكير في خلفيات الوظيفة، أتمنى أن تعطوني رأيكم لعلي أجد فيه ما يسهل علي اتخاذ القرار فأنا ضائعة حقا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

درست استشارتك بعناية، ووجدت أنك تعانين عامة من قلق وتوتر، وإن ارتبط بمهنة التعليم، ولكن يبدو أنها ليست السبب الوحيد، والدليل أنها إذا كانت السبب الوحيد فإنه بمجرد تركها تشعرين بالراحة، وقد ذكرت أن تركها والبقاء في المنزل قد لا يسبب لك الراحة.

يا أختي الكريمة: تحتاجين إلى التحدث مع شخص ما، مع معالج نفسي لمعرفة المزيد عنك وعن شخصيتك وعن ظروف عملك كمدرسة، وهل هذا هو السبب الرئيسي أم هناك أسباب أخرى تجعل مهنة التدريس تسبب لك هذا الضيق، لأنني أعتقد أن هذا هو السبب، فإذا كان هذا هو السبب إنه ليس مهنة التدريس ولكن هناك أشياء ما في شخصيتك جعلتك الآن لا ترتاحين في عملك، فإنه بمجرد مساعدتك سوف تتحسن نظرتك إلى الوظيفة وتداومين عليها.

كثير من الأحيان وكثير من الأشخاص -يا أختي الكريمة- قد بدأوا حياتهم العملية في وظائف لم يكونوا يحبونها، ولكن بمرور الوقت وبتأقلمهم على جوهم وتأقلمهم على الوظيفة استطاعوا أن يستمروا فيها، بل ويبدعوا فيها، فإذاً نصيحتي لك أن لا تتركي التدريس، تحتاجين إلى مساعدة ويجب أن تكون هذه المساعدة مساعدة متخصصة مثلاً من معالج نفسي كي يستمع إليك، كي يدرس جوانب المشكلة من أبعادها كلها، ومن ثم يساعدك في التأقلم ومواصلة عملك كمدرسة.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً