الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل آلام البطن وتشنج القولون تدل على مرض نفسي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم ونفع بكم، وأثابكم خيرا على ما تقدمونه من إرشاد.

بدأت حالتي منذ عشر سنوات آلام شديدة في رأس المعدة، ويتنقل الألم إلى يسار البطن مع انتفاخ شديد، عملت منظارا للمعدة والقولون -والحمد لله- النتيجة سليمة, لكن الأعراض استمرت معي، وأحياناً تشتد، إضافة إلى برودة في الأطراف، وتنميل في اليد اليسرى والكتف، وذهبت لطبيب القلب وعملت تخطيطا للقلب، وتحليلا للدم والنتيجة سليمة, وأكثر من دكتور باطنة أفاد بأنه مرضي نفسي.

راجعت الطبيب النفسي وصرف لي دواء أفكسور، استمريت عليه ثلاث سنوات -والحمد لله- حالتي تحسنت، ولاحظت عراض جانبية مزعجة مثل زيادة حادة في الوزن، وانخفاض هرمون الذكورة، وقلة الحيوانات المنوية، مما اضطرني لقطع الدواء لرغبتي في الإنجاب, وللأسف قطعت الدواء فجأه بدون مراجعة الطبيب, -والحمد لله- استمرت حالتي جيدة لفترة، ولكن الأعراض القديمة عادت لي بالتدريج، إلى أن اشتدت تماماً قبل سنة من اليوم، وخفت مراجعة الطبيب النفسي لخوفي أن تؤثر الأدوية على هرمون الذكورة بعد أن ارتفع مع الأدوية.

حالتي ساءت، ونصحني طبيب الباطنة باستخدام دواء دوجماتيل، وفعلا بدأت باستخدام حبة تركيز 50 في اليوم، واستمريت أربعة أشهر، وحالتي هدأت نسبياً، ولكن لم تختفي، وبعدها رفعت الجرعة إلى حبتين بتركيز 50 في اليوم، ولا زلت مستمرا عليها ولكن آلام البطن والقلق والاكتئاب واضطراب النوم والكوابس عادت -للأسف-، وراجعت الطبيب النفسي اليوم، ووصف لي دواء فلوكستين 20 حبة في اليوم، ولما سألته عن الدوجماتيل هل أتوقف عنه أم أستمر باستخدامه مع هذا الدواء لم يفيدني، وقال: الاستشاري هو الذي سيفيدك، وموعد الاستشاري بعد 4 أشهر.

سؤالي الأول: هل استخدم دواء فلوكستين 20 وهل هو مفيد لحالتي؟

سؤالي الثاني: بالنسبة لدواء دوجماتيل هل أتوقف عنه؟

يرجى إفادتي بأي نصيحة تتعلق بحالتي، وجزاكم الله عنا خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

الآلم العضوية أو البدنية قد يكون فعلاً منشؤها نفسي، وهنا التشخيص لا يكون فقط بعدم وجود المرض العضوي، ولكن التشخيص يكون بوجود أعراض نفسية أخرى وبأن تطابق هذه الآلام العضوية المعايير المعروفة لتشخيص الاضطرابات النفسية، هذا من ناحية التشخيص.

من ناحية الأدوية، ليست كل الأدوية تؤدي إلى مشاكل في الإنجاب أو مشاكل جنسية، بل هناك أدوية فعالة وآثارها الجانبية قليلة، وطبعاً حسناً فعلت بأنك ذهبت للطبيب النفسي بخصوص الفلوكستين، الفلوكستين من فصيلة الأس أس أر أيز وهو دواء مفيد للاكتئاب النفسي والوسواس القهري وقد يفيد حالتك، الطبيب لم يدل برأيه في موضوع الدوجماتيل لأنه لم يكتبه، ولكني أنا أفضل أن تستمر عليه لفترة مع الفلوكستين، ولكن تخفض الجرعة مثلاً بدل 50 مليجرام دوجماتيل مرتين في اليوم، يمكنك أن تستعمل 50 مليجرام حبة يومياً مع الفلوكستين لفترة من الوقت حتى تختفي هذه الأعراض، فبعد ذلك يمكنك أن توقف الدوجماتيل وتستمر في الفلوكستين ومتابعة الطبيب النفسي.

النصائح الأخرى التي يمكن أن أنصحك بها هي الرياضة، وبالذات رياضة المشي يومياً، فلتحدد زمن للمشي يومياً لا يقل عن نصف ساعة، والانشغال بهوايات أخرى، وشغل نفسك ولا تكون بمفردك معظم الوقت؛ حتى تنشغل في التفكير في وضعك في حالتك، وتقلل أو لا تذهب للأطباء الباطنية؛ لأن كثرة الفحوصات وكثرة الذهاب إلى أطباء الباطنية فهي تزيد المخاوف والشكوك عند الشخص، ولا تساعد في التخلص من هذا الخوف والقلق بل تدعمه.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً