الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يتعارض السيبراليكس مع أدوية الجلطات؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الدكتور المحترم: محمد عبد العليم، لدي استشارة طبية.

والدتي في العراق أصيبت بجلطات دماغية صغيرة lacunar infarctions، في منطقة المهاد thalamus، وكذلك جلطة في شريان القدم بنفس الوقت، واكتشفنا أن السبب ارتجاف القلب الأذيني.

الآن هي تداوم على العلاج: مموع الدم Abixaban، ومنظم دقات القلب bera blocker ، Bisoprolol ومذيب الدهون.

طبيعة أمي من قبل إصابتها بالجلطة من النوع القلق والحساس جدا، لديها صعوبة بالغة في تقبل أي وضع جديد أو طارئ، لديها قلق من النوع العام، تقلق لأتفه الأسباب ولا تنام جيدا، لديها تاريخ عائلي حافل بالقلق والاكتئاب، وأنا ورثت عنها الشخصية القلقة، وأستعمل حاليا سيراليكس منذ سنوات، وساعدني كثيرا -الحمد لله-.

أمي بعد الجلطة تدهورت صحتها الجسدية والنفسية رغم عدم اعترافها ورفضها التام لو لمحنا لها أن لديها اكتئابا بسيطا أو قلقا.

أمي الآن تصحو باكرا جدا، بعد ساعتين من النوم ليلا، ولا تستطيع النوم، تتكلم بصوت حزين، تبدي مخاوفها وقلقها وتشكو من أعراض جسدية مختلفة، تتمنى الموت والتخلص من المعاناة.

أعلم أن الجلطة أصابت المنطقة المسؤولة عن الساعة البيولوجية والنوم وحتى العواطف، ولكن أشك أن حالة أمي الأساسية هي الحزن والاكتئاب الانفعالي بعد الذي حدث لها.

دكتور: سؤالي هو أنني أريد أن أعطي دواء الاكتئاب لأمي، وأتوقع أن السيبراليكس بجرعة بسيطة 5 ملغم سيناسبها، لكن ما يجعلني مترددة هو أن نسبة الصوديوم عند أمي 135 قليل بدرجة بسيطة.

كذلك استعمالها لمموع الدم مع السبراليكس يمكن أن يزيد خطر النزيف، لكن بنفس الوقت أفكر أن جرعة بسيطة من السيبراليكس لا تحدث شيئا -بإذن الله-.

دكتور: هل أعطيها سيبراليكس وأتوكل على الله و-بإذن الله- لا يحدث شيء؟

من خلال خبرتكم مع مرضى الجلطة والذين يستخدمون مميعات الدم هل تعطوهم SSRIs؟

آسفة على الإطالة، وأرجو مجرد النصح.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Duaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك كثيرًا، وبارك الله فيك على ثقتك في الشبكة الإسلامية وفي شخصي الضعيف، وأسأل الله تعالى لوالدتك الصحة والعافية.

قطعًا الجلطات الدماغية -الصغيرة منها على وجه الخصوص-، قد تؤدي إلى تغيرات وجدانية لدى الإنسان، وبالنسبة للفاضلة والدتك -حفظها الله- هذه الجلطات والتي هي في منطقة المهاد غيّرت لديها الحالة المزاجية، أو ساهمت في تغيير الحالة المزاجية؛ لأن الوالدة أصلاً حسّاسة بعض الشيء، يعني: المكوّن النفسي لشخصيتها يجعل لديها شيئا من الاستعداد للقلق، وربما شيئا من الاكتئاب، وأنت تحدَّثت عن التاريخ الأسري بوضوح في هذا السياق.

أريد أن أؤكد لك أن السبرالكس هو الأفضل؛ لأنه في موضوع التفاعل مع الأدوية الأخرى يُعتبر هو الدواء النقي، وحتى المرضى الذين يتناولون مُسيلات الدم بجرعات كبيرة يمكن إعطاؤهم هذا الدواء، ونحن حقيقة نستعمل مجموعة الـ SSRIS مع مرضى الجلطات لكن بحذر، نعطي أقل جرعة ممكنة، ويكون هنالك تواصل فيما بيننا وبين الطبيب المعالِج في قسم الجلطات، وكذلك المختص في الصيدلة السريريّة.

كما ذكرت لك: عقار سبرالكس يُعتبر هو الأفضل، يعقبه عقار (سيرترالين)، والذي يُسمَّى تجاريًا (زولفت)، هذا أيضًا من الأدوية التي ليس لها تفاعلات سلبية مع الأدوية الأخرى، خاصة مُمَيِّعات الدم.

فتوكلي على الله وأعطي والدتك جرعة الخمسة مليجرامات، و-إن شاء الله- تنتفع بها.

وإذا كان هنالك اضطراب شديد في النوم يمكن أيضًا إعطاؤها جرعة صغيرة من عقار (زولپیدم zolpidem)، هو دواء معروف، ويأتي في جرعة عشرة مليجرامات عند اللزوم، الوالدة قد تحتاج إلى خمسة مليجرامات فقط ليلاً، هذا أيضًا دواء طيب ولطيف، وليس له تفاعلات سلبية مع الأدوية الأخرى، كما أن عمره النصفي قصير جدًّا؛ ممَّا يجعل المريض ينام ثلاثا إلى أربع ساعات، وبعد ذلك يستيقظ وهو في حالة جيدة من حيث الحيوية والناحية النفسية.

هذه هي الأشياء التي أودُّ أن أذكرها، وقطعًا المساندة الأسرية للوالدة والعناية بهذا وتشجيعها على المشي؛ هذا سوف يساعدها كثيرًا، والأمور الأخرى المتعلقة بالصحة النومية، مثل تجنب شرب الشاي والقهوة مساءً، والحرص على الأذكار، هذا أيضًا ننصح بها للوالدة.

وبالنسبة لموضوع انخفاض الصوديون: نعم نستطيع أن نقول: إن معظم مضادات الاكتئاب قد تؤدي إلى انخفاض بسيط في مستوى الصوديوم خاصة بالنسبة لكبار السن، لكن السبرالكس بجرعة خمسة مليجرامات حتى إلى عشرة مليجرامات، لا أعتقد أن له هذا الأثر السلبي. طبعًا الوالدة -الحمد لله تعالى- تحت الرقابة الطبية والفحوصات الدورية، وإن حدث شيء من هذا يمكن أن يتم التوقف عن الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لوالدتك الشفاء والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً