الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعالج من الضغط العصبي بلا أدوية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

منذ سنوات عانيت من حالة اكتئاب شديد، استمرت فترة طويلة، ووصف لي الطبيب دواء الموتيفال، استمررت عليه فترة من الزمن، ثم تغيرت الأحوال الاجتماعية للأفضل وتحسنت، ثم بعد فترة رجعت حالة الاكتئاب وصاحبها قلة النوم لدرجة كنت أستمر مستيقظا لأربعة أيام بلا نوم، مع تفكير مستمر وإحباط واكتئاب وإحساس باليأس من كل شيء.

دخلت في مرحلة انعزال تام عن كل شيء، ورجعت للموتيفال مرة أخرى، ثم وصف لي الطبيب دواء الكالميبام مع الموتيفال، واستفدت منه في علاج قلة النوم وبعض الأعراض، ولكني أدمنته، ولذلك تحاملت على نفسي، وأوقفته تدريجيا حتى امتنعت عن أي أدوية للاكتئاب.

ظللت سنوات أعتمد على نفسي في خفض أي ضغوط، أو البحث عن أية وسائل أخرى غير الأدوية، ومع مرور السنوات وتحمل الاكتئاب والحزن والتوتر بلا أدوية أصبت بارتفاع ضغط الدم، وأخذت كل أنواع أدوية الضغط، ولكن بلا فائدة.

رجعت للطبيب القديم، فوصف لي مهدئات مع أدوية الضغط، فانخفض الضغط نهائيا، وجربت أنواع كثيرة من المهدئات، منها المودابكس والفيزولاك والانسباجو وأخرى، ولم أستفد منها، ما عدا الانسباجو كان يدخلني في حالة تخدير تام وسعادة ورغبة ملحة في النوم واسترخاء شديد، لكنها كانت تؤثر على العمل والحياة اليومية.

رجعت للموتيفال والكالميبام، واستقرت أموري، والآن لا أجد الموتيفال في السوق، وأستعمل المودابكس مع الكالميبام بدلا منه، وهذه الأدوية تخفض الضغط، فأخبرني الطبيب إنه ضغط عصبي ومن شدة التوتر والقلق والاكتئاب يرتفع الضغط العصبي، وعند أخذ المهدئات ينخفض لأنه ليس بالضغط المستمر، فهل الضغط يصبح مزمنا؟ وهل هناك أدوية أفضل من التي آخذها؟

أنا أقاوم الأعراض وأوقف الأدوية خوفا من الوصول لمرحلة الإدمان، وذلك يعود علي بالضرر النفسي والاكتئاب والضغط، علما أن قريبي يعاني من الصرع والاضطراب الوجداني وبعض الوساوس، ويأخذ أدوية منها الكالميبام والرستولام والباركس غير أدوية الصرع، وفكرت أن أجرب الرستولام أو الباركس، ولكن قلقت وفضلت الاستمرار على وصف طبيبي، فأرجو أن تفيدوني، وآسف لإزعاجكم.

جزاكم الله كل خير، وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نعم الموتيفال هو دواء عبارة عن دواء مركب من مضاد للاكتئاب ومهدئ بجرعات صغيرة، ولكن الآن تقريباً الشركة توقفت عن صناعته ولذلك أصبح غير متوفر.

أما بخصوص ارتفاع ضغط الدم -يا أخي الكريم-: فارتفاع ضغط الدم الناتج عن التوتر يكون دائماً في ضغط الدم السيستوالي وهو ما فوق الخط، وليس في ضغط الدم الديستولي وهي ما تحت الخط، مثلاً التوتر عندما يكون الشخص متوتراً قد يكون ضغطه مثلاً 150/80 فـ 150 ما يسمى بالضغط السيستوالي هي التي تتأثر بالتوتر، ولكن إذا كان مثلاً ارتفاع ضغط الدم 130/110 فهذا لا يعتبر من التوتر ولكن يعتبر ارتفاعا في ضغط الدم، ولا شك في أن الأشياء النفسية قد تؤثر في ارتفاع ضغط الدم عند الشخص الذي له قابلية لحدوث ارتفاع ضغط الدم، أو عنده تاريخ أسري لارتفاع ضغط الدم.

الأدوية طبعاً تساعد على خفض التوتر، وهي مفيدة، ولكن يجب أن لا تأخذ الأدوية بنفسك، يجب أن تكون تحت إشراف طبي ولا تؤخذ أي دواء يستعمله شخص آخر بنفسك، يجب أن تكون كل هذه الأدوية تحت الإشراف الطبي، وأن تتابع مع الطبيب باستمرار، لأنه هو الذي سوف يقوم بإيقاف الأدوية التي تسبب الإدمان واستبدالها بأدوية أخرى، كما يجب أن تبحث عن معالج نفسي كفؤ لتتعلم الاسترخاء، والاسترخاء يساعد كثيراً جداً في خفض ارتفاع ضغط الدم التوتري، وفي خفض التوتر بصورة ملحوظة، ولكن يجب أن تتعلم كيفية الاسترخاء في الأول ثم تطبقها بصورة منتظمة يومياً، حتى يحصل لك الاسترخاء في حياتك، وبالتالي ينخفض التوتر عندك.

وفقك الله، وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً