الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أرفض رجلا صاحب دين وخلق من أجل جنسيته؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة سعودية، أدرس في الجامعة، هناك شاب يمني يريد أن يتقدم لي، وهو جاد ويحبني، محافظ على الصلاة ويخاف الله، ترك دراسته في الجامعة بسبب الحرب ويعمل في العقارات، وقد طلب مني اسم والدي ومسكننا حتى يتقدم، وقد أعطيته اسم أبي فقط، وهو تكلم مع أخته بخصوص الموضوع، علما أن أسرته ترفض زواجه من غير العائلة، وكلمتني أخته.

في البداية وافقت على الفكرة، لكني الآن مترددة بسبب جنسيته، فربما أهلي يرفضونه، وأفكر في مصير أولادي بحكم قوانين الزواج من أجنبي.

صارحته، وقد حزن وقال: لماذا توعديني وتعلقيني في آمال؟! وأنا محتارة، وخائفة أن يخسر أهله إذا تم رفضه من قبل أهلي، وقد استخرنا لكني خائفة، أفيدوني، هل يحق لي أن أمنع شخصا يريد أن يتقدم لي بسبب جنسيته؟ علما أنه سيقيم معي في السعودية، ويزور أهله في اليمن، فما نصيحتكم لي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شِعر الورد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

اعلمي -وفقك الله- أن الانفتاح على الشباب والخوض معهم في أمور الحب ونحوه لا يجوز؛ لما يؤدي إليه من آثار ومخالفات للشرع ووقوع في المنكر؛ ولذا ننصحكما بالانضباط في هذا الأمر وعدم التجاوز فيه، والاكتفاء بما تم من تعارف لغرض الخطبة، وعدم الاسترسال في الحديث عن الحب والغرام ونحوه؛ فإن هذه الأمور لا تحل إلا بين الزوجين الحقيقيين.

وبخصوص استشارتك: الواجب عليك أولاً التأكد من أهلك ولو بطريقة غير مباشرة من إمكانية موافقتهم على تزويجك من الشخص وقبولهم به، قبل فتح علاقات وموافقة منك معه، وكذلك الواجب عليه التأكد من أهله وإمكانية موافقتهم على زواجه منك ولو بطريقة غير مباشرة، فإن غلب على ظنكما موافقة أسرتيكما على الزواج؛ فيمكن أن يتم الاستمرار في ترتيب ذلك ولو بالتدرج، وإن كانت الموافقة غير ممكنة من الطرفين أو أحدهما؛ فلا بد من البحث عن حلول أخرى لحصولها، فإن تعذرت، فالواجب قطع التواصل لعدم تحقق هدفه وهو الزواج، وعدم الاستمرار فيه؛ لأنه سيؤدي إلى الحرام.

كما أنصحكما بعدم تفريط كل منكما بأهله لأجل إقامة زواج مرفوض منهما، فإن تحقيق السعادة الزوجية لن تتم بزواج من هذا النوع، ولا أنصحكما بالزواج من بعض في حالة رفض الأهل، بل عليكما بالسعي من خلال عدة أساليب مقنعة وهادفه لإقناعهم، وفي حالة موافقة أهلك وأهله فلا مشكلة في إتمام الزواج لقرب العادات والتقاليد بين الجنسيتين، وكذلك لا مشكلة في جنسية الأولاد فلهم حقوق خاصة مكفولة في النظام، علما أن معيار نجاح الزواج وسعادة الأزواج به هو توفر الدين والخلق في الزوجين، وغيرهما من الصفات مكملة فقط.

وفقكما الله لما يحب ويرضى ويسر أمركما.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً