الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما الذي أمر به اجتماعيا؟ وهل له علاقة بمرضي أم بسبب عدم اتزان؟

السؤال

صباح الخير.

مشكلتي باختصار: أنني كنت شابا مثل بقية الشباب مملوءًا بالأمل، وكنت مميزا في مدرستي، وعلاقاتي الاجتماعية جيدة، وتخرجت من الجامعة، وبعد التخرج بسنتين أصبت باكتئاب وأصبحت خارج هذه الدنيا، وقمت بمحاولة انتحار بقطع شرايين يدي باءت بالفشل والحمد لله، وبعدها بدأت رحلة العلاج التي لا أذكر أسماء الأدوية التي كنت أتناولها لكثرتها ولا أذكر إلا انافرانيل وبروزاك، وبعد أربع سنين من التداوي والتخفيض التدريجي للأدوية قال لي الدكتور أنني سأستمر على دواء الهالدول مدى الحياة.

ومنذ خروجي من المشفى أصبحت علاقاتي الاجتماعية ضعيفة جدا مقتصرة على أصدقاء مرحلة الدراسة الذين سافر جميعهم.

كما أنني أصبحت لا أحب الكلام كثيرا، حيث أنني وبالرغم من أنني خريج جامعي ومثقف إلا أن كل من أتعامل معهم وأقابلهم يكرهونني من أول مرة، ويعتبرونني شخصا الجلوس معه يعتبر مضيعة للوقت حتى أنني لاحظت أن أفكاري وتعاملي مع الناس فيه نوع من البراءة، أو هو قصور في التفكير لا أعلم! ولا أحد يصدق أنني مثقف وواع، حيث أنه وبكل نقاش يقول لي الطرف الآخر باستهزاء "برافوا من أتيت بهذه المعلومة" وخاصة في مكان العمل.

حتى في مكان العمل الذي حظيت به بعد خروجي من المشفى لا يحبونني، وحاولت التودد إليهم لأجعلهم أصدقاء لي إلا أنني لا أجد القبول أبدا، ولا يريدون التعامل معي، خاصة الجنس اللطيف لدرجة أن أحد زملاء العمل استلم منصب داخل الشركة التي أعمل بها ولم أعلم إلا بعد شهر من توليه المنصب بالصدفة، حتى السلام إذا لم ألق السلام عليهم فلا أحد يسلم علي وحتى وأن أتت عيني بعينه.

ما أود الاستفسار عنه: ما هو تشخيص مرضى النفسي؟ خاصة وأن الدكتور يرفض أن يقول لي شيئا عن مرضي، ويصر على أنه اكتئاب وأن دواء الهالدول فقط لضمان عدم عودة الاكتئاب.

الاستفسار الآخر: ما الذي أمر به اجتماعيا؟ هل له علاقة بمرضي أم بسبب عدم اتزان أم ماذا؟ لأنه وبصراحة أصبحت أحس بوحدة قاتلة جدا، وأصبحت أخاف جدا من المستقبل.

اعذروني على الإطالة، وعدم ترتيب الأفكار؛ لأنه وبصراحة ليس لي من أشكو همي له غيركم.

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يزيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لم تذكر في الاستشارة أعراضا كافية لكي نستطيع تشخيص الحالة، كل ما ذكرته هي الأدوية، ومشاكلك بعد أن أخذت العلاج وتحسّنت، لا توجد أعراض كافية لكي نصل إلى تشخيص المرض النفسي - أخي الكريم - وعلى أي حال: طبعًا الطبيب الذي قام بالكشف عليك وبفحصك وإعطائك الأدوية هو الذي يستطيع أن يصل إلى التشخيص، ويجب أن تُلح عليه في ذلك، ولكن هناك معلومة أريد أن أقولها لك:

ليس المهم التشخيص - أخي الكريم - لأن التشخيص في المقام الأول هو وسيلة لإيصال المعلومات بين الأطباء أنفسهم، ما يهمك هو أن الأعراض التي كنت تعاني منها الرئيسية اختفت، والآن ما يحصل لك في مكان العمل وما يحصل لك من أشياء في علاقاتك الاجتماعية له علاقة بالمرض، وتحتاج إلى تأهيل.

أنت الآن واضح أنه عندك مشاكل ضعف ثقة في النفس وكيفية التعامل مع الآخرين، وقد يكون هذا ناتج من المرض، وتحتاج لعلاج تأهيلي، وهذا يكون نفسيا في المقام الأول لمساعدتك في الرجوع للحياة الطبيعية، أو ما يُسمّى بالتعافي من المرض.

وفقك الله، وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً