الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج الارتباك عند مقابلة بعض الأشخاص الأجمل مني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب عمري 30 سنة، أعزب، أعاني من اضطرابات نفسية عديدة؛ حيث إنني منحدر من عائلة بسيطة وكبيرة العدد، وأنا في المنتصف، وبدأت معاناتي من الصغر حيث كان لي أحد أقاربي من نفس العمر، وكان أوسم مني، وكان الجميع يهتم به ويحبه حتى أهلي، بالمقابل لا أجد أنا الاهتمام الذي أريده منهم! وشعرت بذلك فتولد لدي شعور بأنني قبيح؛ ولذلك لا أحد يحبني، فكنت دائم الخجل من شكلي وأخجل من مجابهة الناس وأتلعثم إذا أردت الكلام، وتزداد نبضات القلب واحمرار الوجه، وأشعر أنني لا أستطيع الكلام!

واستمرت الحالة لغاية بداية الحياة الجامعية، حيث اكتشفت أنني ألفت نظر زميلاتي في الدراسة، وأنني لست قبيحا؛ فتحسنت حالتي النفسية وأصبحت أفضل نوعاً ما، ولكن ما زال لدي بعض الارتباك عند مقابلة بعض الأشخاص وخاصة إذا كانوا أوسم مني أو حتى عند مقابلة أصدقاء أصدقائي الوسيمين، وأشعر بأن المقابل يشعر بارتباكي فأرجو مساعدتي.

ولدي شعور بأن الجميع أفضل مني، وأخاف من الكلام أمام جماعة كبيرة من الناس وأخاف بأن يوجه إلي الكلام فيلاحظ الجميع ارتباكي، وتظهر أعراض سرعة نبضات القلب واحمرار الوجه والتعرق،
فأرجو المساعدة.

أيضاً إذا مر بي بعض المعارف خلال العمل أو الحياة اليومية وابتسم ابتسامة سخرية ـ علما أني قد أكون أفضل منه في كل شيءـ لكن أشعر بغضب عارم وأرتبك عند مواجهته، وتبدأ الوساوس تسيطر علي بحيث لا أستطيع النوم من كثرة الوساوس، وأبني على هذه الوساوس وآخذ موقفا.

أرجو المساعدة لكي أعيش حياة طبيعية وأتمتع بحياتي.

وجزاكم الله خيراً سلفا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رافد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مما يؤسف له أنك قد وجهت كل تفكيرك النفسي والمعرفي نحو الوسامة والشكل، واتخذتها مقياساً للتعامل والتفاعل ومواجهة الآخرين، وأرجو أن تحقّر هذه الفكرة؛ حيث إن الناس لا يُحكم عليهم بألوانهم وأشكالهم، إنما المهم هو الجوهر وحُسن الخلق والطباع، وهذا هو الذي أنت محتاجٌ لأن تركز عليه، كما أنك في حاجةٍ شديدة لأن ترفع من قيمة نفسك، وتُحسن تقديرها، ولا تحقّر ذاتك.

الشيء الآخر: على الإنسان أن لا يراقب نفسه بدقةٍ شديدة إلا في طاعة الله والتعامل مع الناس.

لا شك أنك في حاجة إلى بعض الأدوية الدوائية التي سوف تصرف عنك إن شاء الله هذه المشاعر السلبية والمخاوف، والدواء الأفضل لك هو العقار الذي يُعرف باسم سبراليكس، أرجو أن تأخذه بجرعة 10 مليجراما يومياً لمدة ستة أشهر، ثم تخفض بعد ذلك الجرعة إلى 5 مليجراما (نصف حبة) لمدة شهرٍ واحد.

فعليك تطبيق الإرشادات السلوكية البسيطة السابقة، مع تناول العلاج، وستجد نفسك إن شاء الله قد أصبحت أكثر قبولاً لذاتك والآخرين، ويجب أن لا تكون أحكامك على الناس بأشكالهم كما ذكرت لك سابقاً.

وعليك أن تكثر من المواجهات والتواصل الاجتماعي، ويا حبذا حضور حلقات العلم والتلاوة، ففي ذلك العلاج الجماعي الذي يُعيد للإنسان ثقته بنفسه، ويُزيل عنه الارتباك والخوف الاجتماعي، ولك إن شاء الله في ذلك أجراً كثيراً.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً