الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من الخوف والأرق والمزاجية ولا فائدة من الأدوية، ساعدوني؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشعر بالكسل والثقل الشديد من المسؤوليات الدينية والاجتماعية والأسرية.

وأعاني من السرحان، والفراغ الداخلي، وصعوبة في التركيز، ويعتريني بعض الأحيان الشعور بالملل, وأشعر بالذنب بدون سبب، وإن واجهت مشكلة ما أقلق قلقا مبالغا فيه وأحبط، وأنا سريع الانفعال والغضب, وكثير من الناس يقولون بأنني عجول.

أشعر بالغربة رغم أنني في بلدي ومجتمعي، وينتابني بعض الأحيان شعور بأن هناك مصيبة سوف تقع, أو سوف يأتيني خبر محبط ومفزع, فتتسارع دقات قلبي, وأتعرق، وتبرد أطرافي خصوصا أقدامي, هذا الشعور يأتيني كثيراً عندما أكون في رحلة استجمام أو في إجازة مع أولادي.

وفي بعض الأحيان أعاني من الشعور بأن هناك من يتبع زلاتي وهفواتي, ويريد أن ينغص حياتي, ولا يريد لي الخير، وليس ثمة شخص محدد.

أشعر بخوف وارتباك وغياب تام للثقة في النفس, وأتعرق ويغيب صوتي، أتكلم بصعوبة، ويحدث هذا عند أشياء عادية, مثل: مقابلة مسؤول في دائرة حكومية لطلب حق من حقوقي, أو أي طلب عادي، أخاف من المواجهة في المواضيع الحساسة والحاسمة, حتى لو كان الحق لي، أعتقد أنني لن أفلح بالدفاع عن نفسي, وسأضع نفسي في موقف لا أحسد عليه.

في البيت أكثر الوقت أجلس في مكتبي ولا أحبذ الجلوس كثيراً مع زوجتي وأولادي, مع أنني أحبهم ويحبونني و- لله الحمد -, وبسبب ذلك أشعر أنني مطالب أن أكون إيجابيا ومتفاعلا معهم في كل شيء, وأنا لا أستطيع أن أعطي هذه الأشياء بشكل أريحي.

الأصوات العالية كأبواق السيارت العالية, وصراخ الأطفال المرتفع, والشجار الصوتي بين شخص وآخر يربكني ويوترني بشكل ملفت، والآخرون يلاحظون ذلك.

أعاني من المزاجية, لا توجد عندي استمرارية ووسطية في المزاج, أكون مبسوطا ومطمئنا بعض الأحيان، وأشعر بالنشوة ومتفائل ومقبل على الحياة, وأحيانا أكون قلقا ومتشائما, وأشعر أنني مهدد بدون سبب منطقي, وكل هاجس يؤثر على مزاجي بشكل ملحوظ.

أعاني من أرق شديد في الليل, ولا أنام جيداً إلا في النهار, وقد استخدمت كافة الطرق السلوكية والمعرفية والأعشاب وغيرها ولا فائدة, أستمر فترة في النوم ليلاً، ثم أعود إلى النوم في النهار تدريجياً.

أعاني من هذه المشكلة منذ عرفت نفسي، ذهبت للدكتور وكتب لي سيروكسات حبه 25 في الليل وحبة بوسبار، ولا أشعر بتحسن وغير مرتاح، تناولت الجرعة لمدة شهر، وذهبت إلى دكتور آخر وطلب رفع الجرعة إلى حبتين سيروكسات، يعني 50 ليلاً، وحبة بوسبار، وبصراحة غير مرتاح للدكتور، ولا أعرف ماذا أفعل؟

شكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هشام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فواضح من الاستشارة أنك تعاني من أعراض قلق وتوتر واضحة، وهذا يُسبب لك الانفعال وعدم الراحة ودقَّات القلب السريعة، وأيضًا تعاني من قلق اجتماعي أو رهاب اجتماعي، ولم تذكر متى بدأت هذه الأشياء معك؟ وأحسّ بأن هناك شيئًا ما في شخصيتك، هناك سمات في شخصيتك، وشخصيتك تتسم بالحساسية المفرطة، وبعدم الثقة في النفس، وبالقلق الدائم والمتواصل، وهذه سمات من سمات الشخصية القلقة - أخي الكريم -.

وهنا العلاج الرئيسي هو علاج نفسي، علاج نفسي يجب أن يكون من خلال جلسات طويلة، ساعة في الأسبوع لفترة طويلة - أخي الكريم -، ويجب أن تكون مع معالج نفسي متمرِّس، حتى يُساعدك في التخلص من هذه الصفات السالبة، وهناك الآن مهارات لتقوية الذات - أخي الكريم -، والأدوية هنا قد تلعب دورًا مساعدًا، فالزيروكسات نعم دواء طيب لعلاج القلق والتوتر والرهاب الاجتماعي.

ولكن كما ذكرت هو يُعالج هذه الأشياء إن كانت أعراض وبدأت منذ وقت مُحدد، ولكن لا يُغيّر هذه الأشياء إذا كانت سمة من سمات الشخصية، سمات الشخصية تتغيّر فقط بالعلاج النفسي - أخي الكريم - وتأخذ وقتًا طويلاً، أمَّا الأدوية فتكون مساعدة فقط.

يجب عليك التواصل مع معالج نفسي متمرِّس - كما ذكرتُ - وإذا لم ترتح مع الطبيب فيمكنك أن تغيّره إلى طبيب آخر، لأن أهم شيء هو الثقة المتبادلة بين الطبيب والمريض هي التي تُؤثّر على العلاج وتجعل المريض يُتابع مع طبيبه بصفة مستمرة.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً