الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تزوجت سراً وزوجي لا يهتم بي ولا يشاركني شيئاً، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم

أنا زوجة ثانية سراً، حفاظاً على بيته وعلى معاشي من زوجي الأول، وزوجي لا يتحمل مسؤليتي في أي شيء من ملبس أو مسكن أو اهتمام، حتى بالسؤال عني، ولا يأتي إلى منزلي إلا كل أسبوعين، وفي وقت عدم وجود أولادي، وهذا الشيء يعذبني.

طالبته أكثر من مرة بالمسكن وبحقي في الاهتمام والحب، فأنا لست للمتعة فقط، وفي كل مرة يعدني ولا ينفذ، فماذا أفعل؟ هل أصبر أم أطلب الطلاق؟

علماً أني أحبه، لكني أشعر بأني بلا كرامة، وألوم نفسي باستمرار.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رنين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك -أختي العزيزة- وأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في الموقع، أسأل الله أن يفرج همك ويشرح صدرك وييسر أمرك ويجمع شملك وزوجك على سكن ومودة ورحمة وخير، ويرزقكما سعادة الدنيا الآخرة.

- لا يخفاك أنه لا تخلو الحياة الدنيا لاسيما الحياة الاجتماعية والأسرية من مصاعب ومتاعب وعوائق ومشكلات، قال تعالى:(لقد خلقنا الإنسان في كبد)، والمسلمة العاقلة من تستحضر فضل ربها عليها فتشكره، كما قال: (لئن شكرتم لأزيدنكم) وتتصبر احتساباً لعظيم ثواب الصابرين، قال: (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب).

- لا أنصحك بطلب الطلاق، لاسيما مع قبولك بشرط التزام السرية في زواجك، وإدراك وضعكما العائلي، مع ما ذكرت من حبك لزوجك، ويظهر أنه -بفضل الله- على جانب من الخير لولا حرجه من الزوجة الأولى وضعفه وخوفه من مواجهة المشكلات، مما يستلزم منك التالي:

1- الدخول معه في حوار هادئ ملتمسة فيه الحكمة في اختيار الوقت والأسلوب المناسبين، والحُجّة والبرهان وبيان محبتك له، وحرصك على مبادلتك هذه المحبة ولزوم العدل والإنصاف ومسؤولية الزواج.

2- لا بأس عند اللزوم والضرورة من توسيط من تثقين بأمانته ومروءته والقبول لديه والتأثير عليه.
3- احرصي على كسب ودّه ومحبته بلزوم الستر والطاعة وحسن الخدمة والتجمل والأدب، واعلمي أن أجرك على قدر نصبك، وصبرك على ما قد يجرح مشاعرك وكرامتك.

4- احرصي على شغل وقت فراغك بما يعود عليك بالمنفعة والفائدة، من الأذكار والطاعات وقراءة القرآن ومتابعة المحاضرات والبرامج النافعة، وفي ذلك شغل للفراغ بالخير وتخفيف من توسع الهموم.

توسيع دائرة ثقافتك وقدراتك ومهاراتك العلمية والعملية ومما فيه مصلحة لنفسك وطاعة لربك وزيادة تقدير زوجك.

5- أوصيك بلزوم الصحبة الطيبة، والتنفيس عن النفس بزيارة الأهل، وخروج إلى النزهة المباحة.
6- ضرورة اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء، (أمّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء).

7- ضرورة التحلي بالصبر والحلم والأناة، وقوة الإرادة والعزيمة.
8- ضرورة تنمية الإيمان بالاستعانة بالله وتقواه، والتوكل عليه (ومن يتقِ الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه).

أسأل الله تعالى أن يلهمك الصبر وقوة الإرادة والإيمان، ويصرف عنك وساوس النفس والهوى والشيطان، ويجمع شملك وزوجك على محبة والسعادة والاطمئنان.

والله الموفق والمستعان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً