الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخي يعاني من الاكئاب والذهان... فهل يمكنه الشفاء ومزاولة عمله؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يبلغ أخي 25 عاما، وتم تشخيصه بأنه مصاب باضطراب ثنائي القطبة مع الذهان، مع العلم أنها نوبة اكتئاب وليست هوسا، أريد معرفة هذا المرض بالتفصيل.

تصدر من أخي تصرفات وأفكار غريبة، فهل مصدرها اضطراب ثنائي القطبة أم مرض الذهان؟ وهل تزول أعراض الذهان مع الدواء؟

الطبيب وصف له دواء لاميكتال 50، واولابكس 5 جم، فهل الأعراض الجانبية للدواء تخف أو تزول مع الوقت؟ وهل يتحسن مع العلاج؟ وما مدى فائدة الجلسات الكهربائية في هذه الحالة؟ وهل يستطيع الاستمرار في عمله؟ فهو موظف - رجل شرطة -، أرجو الرد لأن الموقف صعب للغاية.

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأسأل الله تعالى - أخي الكريم - لأخيك هذا العافية الشفاء، وأشكرك على الاهتمام بأمره، قطعاً الطبيب الذي قام بفحصه هو في موقف أفضل مني ليجيب على كل الأسئلة التي طرحتها، هذا لا يعني أنني لا أريد أن أساهم في مساعدة هذا الأخ، لكن قطعاً أنا لم أقم بفحصه وربما لا استطيع أن أجيب إجابة حاسمة لبعض تساؤلاتك.

بصفة عامة الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية يمكن أن يكون مصحوباً بأعراض ذهانية، إذا كان القطب الاكتئابي هو المسيطر فيمكن أن تكون هنالك أعراض ذهانية مع الاكتئاب، وفي بعض الأحيان يكون القطب الهوسي هو الأشد، وفي هذه الحالة أيضاً قد توجد أعراض ذهانية.

ويعرف أن الذهان مع الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية أيضاً يمكن أن يكون سببه علة تعرف بالفصام الوجداني، بمعنى أنه توجد أعراض فصامية ذهانية، وفي ذات الوقت توجد أعراض وجدانية، هنالك تقارب كبير بين هذه الحالات، أهم شيء في علاج هذه الحالات هو الانضباط التام والالتزام بتناول الدواء.

هذا الأخ يجب أن نساعده بأن نؤمن له الأدوية ونتأكد أنه قد تناولها، والجرعات التي أعطيت له هي جرعات بسيطة، اللاميكتال بجرعة 50 مليجراما قد لا يفيد كثيراً لكن أنا أعتقد أن الطبيب غالباً أعطاه الجرعة البدائية ثم بعد ذلك سوف يبني الجرعة حتى تصل إلى 200 مليجراما مثلاً.

الأوليبكس جرعة 5 مليجرام أيضاً هي الجرعة البدائية، وربما يكون الطبيب لديه خطة أن يرفع الجرعة مثلاً إلى 10 مليجرام، هذا دواء فعال جداً لعلاج الذهان، فعال وممتاز، و- يا أخي - هذه الأدوية تعطى بجرعات تمهيدية ثم جرعة علاجية وبعد ذلك الجرعة الوقائية، ثم جرعة التدرج للتوقف عن الدواء، هذا الأخ يحتاج لعلاج على الأقل لمدة ثلاثة سنوات.

والجانب التأهيلي مهم جداً نعم، نساعده أن يعمل ونساعده أن يلعب دوره الاجتماعي في الحياة، وبالنسبة لعمله كرجل شرطة هذا قد يكون فيه شيء من الحساسية، إذا كانت حالته شديدة لا أعتقد أنه يستطيع أن يقوم بهذه الوظيفة، لكن هذا أيضاً متروك لتقدير الطبيب، إذا كان الآن الأعراض شديدة يمكن أن يأخذ أجازة مرضية لفترة ثم يكثف له العلاج وبعد أن تتحسن حالته تقيم مقدرته على العلاج.

لكن هذه قطعاً وظيفة حساسة خاصة إذا كان يحمل اسلحة مثلاً، يجب أن نكون حذرين في هذا الجانب، هو - إن شاء الله تعالى - سوف يتحسن بصورة مضطردة، و- إن شاء الله تعالى - يعيش حياة طبيعية أهم شيء الالتزام بالدواء، وخاصة بعد أن يتحسن ويصبح طبيعيا أرجو أن لا تتوقفوا عن العلاج، لأن هذا الخطأ يرتكبه كثير من الناس، بعد أن يتحسن المريض وأموره تترتب بصورة جيدة بعد ذلك يبدأ الأهل أو المريض نفسه بالتوقف عن الدواء لا، الدواء له ضوابط وله بروتوكولات وله خطة علاجية يجب أن نتبعها، ليس هنالك داعي أبداً للجلسات الكهربائية في حالته.

الأدوية الموجودة الآن مثل الأوليبكس أدوية فعالة وأدوية قوية وتفيد، فلماذا نخضعه للعلاج الكهربائي.

أسأل الله له الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً