الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما الدواء الذي يعالج القلق ولا يزيد في الوزن؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تحياتي لجميع الأخوة القائمين على موقعكم المحترم.

لدي أعراض نفسية مختلطة، ذهبت إلى الأخصائي النفسي، وأجريت فحوصات، وتبين أنه قلق عام شديد، فأعطاني دواء السيبرالكس 10mg لمدة شهر، ثم رفعه إلى 15mg لمدة شهر، ثم رفعه إلى 20mg، استمريت وشعرت بتحسن نسبة 60%، وازداد وزني بشكل ملحوظ جدا، فتوقفت تدريجيا عن أخذ الدواء منذ أكثر من 8 أشهر.

والآن أصبحت الأعراض تعود، بدأت تعلم تمارين الاسترخاء وتطبيقها بنفسي، ولكن أريد من حضراتكم وصف دواء يكون جيدا للقلق العام (المتعمم)، ويكون أكثر فائدة من السيبرالكس، وأقل من حيث زيادة الوزن، حيث لم تنفع معي برامج التغذية، وسرعان ما يرجع الوزن من جديد، وأريد تجربة دواء التوباماكس Topamax.

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بن علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخي: قطعًا علاج القلق العام - خاصة إذا كان شديدًا – يجب ألَّا يعتمد فقط على الدواء، كما تفضلت علاج الاسترخاء مهم جدًّا، وممارسة الرياضة وعدم الاحتقان والتعبير عن الذات أولاً بأول، وأن يكون الإنسان متفائلاً، وأن يُسخّر طاقة القلق، يحوّلها من طاقة سلبية إلى طاقة إيجابية، وذلك من خلال المثابرة والحرص على العمل والتواصل الاجتماعي، والعبادة، كل هذا – يا أخي – يحوّل القلق من قلقٍ مرضي إلى قلق طبيعي إيجابي.

بالنسبة للعلاج الدوائي: السبرالكس بجرعة عشرين مليجرامًا غالبًا لا نستعمله لعلاج القلق العام الشديد – مع احترامي الشديد طبعًا للطبيب – لكن في بعض حالات القلق الشديد قد يكون هنالك اكتئاب بسيط مُصاحب، وفي هذه الحالة نبدأ بالفعل بخمسة أو عشرة مليجرامات، ثم تُرفع الجرعة تدريجيًا حتى عشرين مليجرامًا، وبعض العلماء يقولون أنه لا يوجد قلق نفسي شديد بدون اكتئاب، ولا يُوجد اكتئاب بدون قلق. كلامي هذا أرجو ألَّا يُزعجك، هي حقيقة علمية، وهي التي قد تُبرّر اختيار الطبيب لعقار (سيرالكس)، لأنه بالفعل عقار رائع جدًّا لعلاج القلق والاكتئاب والتوترات والوسوسة والمخاوف.

إذا كان التشخيص بالفعل هو قلق عام شديد وبدون وجود اكتئاب، في هذه الحالة يمكن أن تستعمل الأدوية المضادة للقلق، مثلاً عقار (موتيفال) دواء بسيط جدًّا لكنه فعّال جدًّا لعلاج القلق والتوتر الشديد، وأيضًا لديه خاصّية أنه يُحسِّنُ المزاج، وأعتقد أنه موجود في بلادكم، تبدأ بحبة واحدة ليلاً، ثم بعد ثلاثة أيام تجعلها حبة صباحًا وحبة مساءً، لن يؤدي إلى زيادة في الوزن، لا يؤدي إلى نعاس أو شعور بالتكاسل، ونعتبره من الأدوية الجيدة والفاعلة لعلاج مثل حالتك هذه.

وتوجد خيارات أخرى مثل الـ (دوجماتيل) ويسمى علميًا (سلبرايد)، و(فلوبنكسول) أيضًا بجرعة نصف مليجرام صباحًا ومساء يُعتبر علاجًا جيدًا للقلق، والـ (ديناكسيت) بجرعة حبة يوميًا يُعتبر دواءً جيدًا جدًّا.

أمَّا بالنسبة لمضادات الاكتئاب - والتي كثيرًا ما تستعمل في علاج القلق – الدواء الذي لا يزيد الوزن هو الـ (فافرين) لكنه ليس فعّالاً بدرجة ممتازة إذا كان هنالك مكوّنا اكتئابيا.

ليس هنالك ما يدعوك -أخي الكريم- لتناول عقار (توباماكس)، التوباماكس أحد آثاره الجانبية أنه يُقلِّل من الشهية للطعام قليلاً، وأنت لا تحتاج لأن تستعمل دواء من أجل تقليل الشهية، فكن شخصًا نشطًا ومارس الرياضة، وتضع برامج غذائية مرتبة، لا تأكل وتنام، هذا حقيقة يساعدك كثيرًا على التحكم في وزنك.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً