الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف من المرض أتعبني كثيراً، ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا أعاني من عدة غدد ليمفاوية في جسمي، 6 في رقبتي، وتحت الإبط، وأسفل منطقة المحاشم، منذ سنة وأنا أعاني من الخوف من المرض وتوهمه، قمت بتصويرهما بالألتراساوند، وأخبرني الطبيب أنها طبيعية، ولكن الاطمئنان كان مؤقتاً، وعدت للخوف، وأشعر أن هناك مرضًا خطيًرا، وأعاني من نوبات الهلع والخوف المرضي الشديد، وتحاليل الدم أجريتها في شهر 3 وكانت سليمة. الخوف دفعني لزيارة طبيب أورام، وفحصني سريرياً، وأخبرني أني سليمة، وأن مشكلتي نفسية، وطلب صورة طبقية للاطمئنان، وقمت بها وكانت سليمة والحمد لله، ولكن أخبرني طبيب الأشعة أنه لم تظهر غدد بالصورة، ويعني أنها صغيرة ولن تظهر، ولكني أشعر بها في يدي وألمسها، وأحركها خصوصاً التي بالرقبة، وعندما صورتها ألتراساوند كان هناك 1 سم، فكيف لم تظهر بالصورة الطبقية؟ وهذا زاد من خوفي أكثر وأكثر، وأصبت بنوبة هلع شديدة!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بتول حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الربط بين وجود بعض الغدد الليمفاوية في الرقبة أو أسفل الإبط وبين مرض سرطان الغدد أو سرطان الدم يعتبر ربطًا غير منطقي ومجافٍ للحقيقة، ومن المعروف أن الغدد الليمفاوية تمثل جزءاً مهماً جداً من جهاز المناعة، كما أنها تمثل جزءاً مهماً جداً من الدورة الدموية، حيث تسحب رشح الخلايا وتعود به إلى الدورة الدموية قرب القلب، وقد يحدث فيها التهاب في تلك الغدد، ومع تكراره تكبر الغدد الليمفاوية ويزيد حجمها وتصبح محسوسة، وتسمى تلك الحالة non specific lymphadinitis، ولا قلق من وجود تلك الغدد، فما زالت تؤدي وظيفتها في نقل رشح الخلايا، وليس معنى أن حجمها كبر قليلاً أنها تحولت إلى مرض السرطان.

وقد تم إجراء فحوصات طبية وتبين سلامة الغدد وعدم وجود ما يشير إلى ورم في الغدد أو مشاكل في الدم، ولا داعي للربط غير المنطقي بين التهاب الغدد الليمفاوية العادي وبين الأمراض الأخرى؛ لأن الخوف الطبيعي من الأمراض يتحول إلى خوف مرضي، ويؤدي إلى اضطراب مستوى هرمون سيروتونين في الدماغ، مما يؤدي إلى مرض فوبيا الأمراض وإلى مرض الهلع.

وهناك الكثير من الأشياء التي ترفع من مستوى هرمون سيروتونين بشكل طبيعي، ولكن يجب البدء في تناول أحد الأدوية التي تساعد في ذلك، مع أهمية معرفة أن تأثير الدواء الإيجابي يبدأ في الظهور بعد مرور أسبوعين من تناول الدواء، ومن أفضل الأدوية التي تعالج مرض الاكتئاب تناول حبوب cipralex 10 mg التي تساعد في ضبط مستوى هرمون سيروتونين في الدم، وتحسن الحالة النفسية والمزاجية، حيث نبدأ بجرعة 10 مج لمدة شهر، ثم جرعة 20 مج لمدة 10 أشهر، ثم جرعة 10 مج مرة أخرى لمدة شهر، ثم تتوقفين عن العلاج.

وهناك بديل جيد وهو كبسولات بروزاك prozac التي تؤدي نفس الغرض، وأقل في الثمن يمكنك تناول جرعة 20 مجم لمدة شهر، ثم 40 مجم لمدة 10 أشهر، ثم العودة لجرعة 20 مج لمدة شهر، ثم التوقف عن تناول تلك الأدوية.

ومن الأشياء التي تساعد في رفع نسبة هرمون سيروتونين بشكل طبيعي ممارسة الرياضة خصوصا المشي في ضوء الشمس، مع أهمية غذاء الروح من خلال الصلاة على وقتها، والإكثار من الذكر والدعاء، وقراءة ورد من القرآن، كل ذلك يحسن الحالة المزاجية، ويصلح النفس مع البدن، ويساعد في علاج الأمراض النفسية.

مع ضرورة أخذ حقنة فيتامين D جرعة 600000 وحدة دولية، ثم تناول كبسولات فيتامين D الأسبوعية جرعة 50000 وحدة دولية كبسولة واحدة أسبوعيا لمدة 12 أسبوع، مع الحرص على تناول مكملات غذائية مثل حبوب المغنسيوم 500 مج، وحبوب الكالسيوم 500 مج، وفيتامين C واحد جرام بشكل يومي لمدة شهرين أو أكثر، وهي موجودة في محلات المكملات الغذائية.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً