الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من انقباض المريء دون مقدمات، فما أسبابه وعلاجه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكر القائمين على هذا الموقع الرائع والمفيد، ومن يعينهم عليه، وأسأل الله لهم التوفيق والسداد.

سؤالي: هل ارتجاع المريء يسبب انقباضا مفاجئا بدون حرقة في الصدر والحلق؟ حيث سبق لي وتعرضت منذ أكثر من شهر لانقباض تحت عظمة الصدر، أحسسته داخلياً لثوان قليلة، وكان مصاحباً لضيق في التنفس وخفقان بالرأس، وفي تلك الأيام كان يأتيني حرقان ويذهب، وأصاب بالتهاب مستمر بالحلق، وصعوبة في البلع، مع إحساس بوجود شيء عالق بالحلق، ويؤلم عند البلع بالصدر أيضاً.

أرجو الإفادة، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ينقل المريء الطعام بين الحلق والمعدة، حيث يفصل بينه وبينها صمام يتكوّن من مجموعة من الألياف العضلية الموجودة في نهاية المريء، عند نقطة التقائه بالمعدة، حيث يسمح هذا الصمام للطعام بالحركة في اتجاه واحد، ويمنع ارتجاعه أو ارتجاع عصارة المعدة إلى الحلق مرة أخرى.

قد يحدث ارتجاع للطعام أو عصارة المعدة في حالات محددة، مثل تناول طعام بارد أو ساخن جدا، أو طعام يحتوي على توابل، وهذه أمور تحدث فجأة، وتؤدي إلى شرقة وبحة مؤقتة في الصوت نتيجة لانقباض عضلة المريء، ومع شرب القليل من الماء أو اللبن الزبادي تختفي تلك الشرقة.

قد تصاب المعدة بالجرثومة الحلزونية؛ مما يؤدي إلى حموضة زائدة مستمرة نتيجة التهاب المعدة، ما يؤدي إلى فتح ذلك الصمام وصعود عصارة المعدة ووصولها إلى الحلق، خصوصا بعد تناول الوجبات الدسمة والمقليات، وعند النوم مباشرة بعد تناول الطعام، مما يؤدي لشرقة وبحة الصوت، وضيق في التنفس، وصعوبة في البلع، وانقباض متكرر في المريء.

للتغلب على تلك المشكلة: من المهم تناول وجبات خفيفة ومتكررة، والبعد عن الوجبات الدسمة والمقليات، خصوصا في وجبة العشاء، وتجنب النوم مدة ساعتين بعد تناول تلك الوجبة، وعدم تناول الطعام في وقت متأخر من النوم، مع زيادة كمية الألياف الطبيعية، والبعد عن التدخين والمدخنين.

من المهم التأكد من عدم إصابة المعدة بالجرثومة الحلزونية H-Pylori، ويمكنك ذلك من خلال تحليل البراز للبحث عن الإنتجين الخاص بالجرثومة H-Pylori antigen، وعند تشخيصها يتم تناول العلاج الثلاثي، وهو يشمل نوعين من المضادات الحيوية بالإضافة إلى أحد أدوية PPIs، ويتم ذلك لمدة 14 يوما، ويتم إعادة تحليل البراز للبحث عن الجرثومة بعد 28 يوما من انتهاء العلاج للتأكد من استئصالها.

لعلاج الحموضة العارضة، يمكن تناول قرص pariet 20 mg أو pantoprazol 40 mg على الريق صباحا، مع تناول شراب مضاد للحموضة بعد الوجبة، والاكتفاء بتناول سلطة الفواكه واللبن الرائب أو الزبادي في وجبة العشاء.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً