الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي مضاعفات نقص الدوبامين؟

السؤال

السلام عليكم

الطبيب وصف لي الفافرين منذ ثلاث شهور، أتناول 200 من الفافرين منذ 55 يوما، ولم أر نتيجة إلا في الأسبوع الأول من العلاج؛ حيث ذهب القلق والاكتئاب وكأني عدت طفلا سعيدا، إحساس فقدته منذ سنوات طويلة، لا أعلم هل سيعود هذا الإحساس مع الفافرين مستقبلا؟

أعتقد أن الأعراض التي أعاني منها من نقص السيروتونين والدوبامين مجتمعة، وحينما آخذ الدوجماتيل يذهب القلق، ويكون التحسن مؤقتا، فكيف أميز بين نقص السيروتونين والدوبامين؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بادئ ذي بدء أريد أن أؤكد على حقيقة، وهي: ألَّا تشغل نفسك أبدًا بموضوع الموصِّلات العصبية هذه، (السيروتونين، والدوبامين) النظريات حولها ليست نظريات قطعية أبدًا، نعم هنالك قد يكون تأرجح في الإفراز، هنالك قد يكون ضعفًا في الإفراز، هنالك قد يكون زيادة في الإفراز، وقد تكون المستقبلات العصبية ذات حساسية مفرطة وشديدة في استقبال وإفراز هذه المواد.

هناك عدة نظريات نعم، نستطيع أن نؤكد أن هنالك نوعا من الخلل في إفراز هذه الموصلات العصبية، قد يؤدي إلى كثير من الأعراض النفسية وكذلك الذُّهانية، لكن لا أحد يستطيع بدقَّةٍ قاطعةٍ هذه الاضطرابات ومصدرها الكيميائي.

أخي الكريم: هذا هو الذي أُثبتَ سابقًا وحديثًا، فلا تبحث أبدًا عن أيهما نقص أو زاد من السيروتونين أو الدوبامين أو أيّ من المواد والمستقبلات الدماغية العصبية الأخرى، هذه نقطة وحقيقة أردنا البدء بها والعلم بالشيء فرع عن تصوره.

النقطة الثانية: أن كثيرا من الأدوية النفسية ومنها الفافرين قد تكون ذات عائد إيجابي في بداية العلاج، بعد ذلك يحدث شيئًا من عدم الاستجابة البسيطة، ثم يتم البناء الكيميائي لينطلق ويؤدي الفائدة العلاجية المرجوة، شاهدنا من بدأ التحسُّن لديهم بعد أربعة أشهر، ستة عشر أسبوعًا كاملة وصبروا على الدواء، ثم بعد ذلك بدأ التحسُّن.

أخي الكريم: اصبر على العلاج ما دام الطبيب قد وصفه لك، وجرعة الـ 200 مليجراما هي جرعة جيدة، وجرعة علاجية مفيدة جدًّا.

الدواء لا بد أن يُدعم بالآليات العلاجية الأخرى، لا أحد يستطيع أن يقول أن مضادات الاكتئاب وحدها سوف تُعالج الاكتئاب، هذا ليس صحيحًا، هي تُساعد، وفي أفضل الظروف مردودها العلاجي الإيجابي لا يزيد عن أربعين إلى خمسين بالمائة 40 : 50%، أمَّا بقية الـ 40 أو 50% الأخرى فيتحصّل عليها الإنسان من خلال تغيير سلوكياته، أن يكون إيجابيًّا، أن يجتهد في عمله، التواصل الاجتماعي، الحرص على العبادات، أن يعيش دائمًا على الأمل والرجاء، أن يُمارس الرياضة، أن يُنظّم وقته.

أخي الكريم: هذه آليات علاجية مهمَّة جدًّا، وكثير من المختصين الآن يرونها أكثر أهمية من الدواء.

بالنسبة للدوجماتيل: الدوجماتيل يفيد؛ لأنه آني الفعالية، فعاليته تحدث مباشرة، لتقليل التوتر، لكن لا نستطيع أن نقول أنه مضادٌ حقيقي للاكتئاب.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً