الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشك في الوضوء والصلاة ومسائل العقيدة وكيفية علاجه

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بداية اعذروني إن أطلت عليكم، ولكن أود أن أتحدث بصراحة.
بدأت هذه المشكلة (سيتم ذكرها) في السنوات الأخيرة، أي وأنا في الرابعة عشرة من عمري تقريباً، أصبحت أعاني مما يسمى بالوسواس القهري، ولكن بدرجة خفيفة نوعاً ما، أصبحت أعيد الوضوء أكثر من مرة، وأشك في صلاتي، بل وتطورت الحالة إلى أنني وأثناء الصلاة أفكر بأشياء تافهة وربما محرمة، وأفكر بكلمات (معاذ الله).

أما بالنسبة لأشياء أخرى فأنا أحب أن أطلع إلى الإعجاز في القرآن الكريم خاصة العلمي، ومع ذلك أبدأ بسرد الأسئلة: كيف ولماذا ومتى؟ حتى إنني ومن كثرة التفكير أصبح على وشك أن أكفر -والعياذ بالله- لا أعرف ماذا أفعل؟ الإنسان عندما يسمع ويعلم بالإعجاز يزداد إيمانه، بصراحة أخاف أن يأتني الموت بغتةً وأنا على هذه الحالة، أرجوكم ساعدوني وبسرعة وأطلب منكم معاملتي على أني حديثة العهد بالإسلام؛ لأنه وباعتقادي من يولد غير مسلم ثم يسلم بعد فترة من الزمن، وبعد ما علم كل شيء عن الإسلام، يكون إيمانه قوياً جداً.

ولكم جزيل الشكر.

ملاحظة: أذهب للمسجد لكي أحفظ كتاب الله تعالى.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بتول حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

جزاك الله خيراً على سؤالك، ونسأل الله لك الثبات.

الوساوس القهرية تحدث وبكثرة للكثير من النساء، خاصةً في الأمور المتعلقة بالدين، وكما ذكرت فإن هذه الأفكار تتسلط على الإنسان بصورةٍ شديدة وقوية، مما يجعله يخاف أن يقع في خطيئة أو في الكفر لا قدر الله.

لقد أفتى العلماء الأفاضل جزاهم الله خيراً بأن الوساوس القهرية لا يُحاسب عليها الإنسان والله أعلم، فهي متسلطة وتفرض نفسها عليه، وبفضل الله تعالى أصبح الآن بمقدور الأطباء معالجة هذه الأفكار أو الأفعال أو الصور، أو المخاوف الوسواسية، أو الاندفاعات، بصورةٍ فعالة وجيدة.

الأدوية المضادة للوساوس تُعتبر هي خط العلاج الأول؛ حيث أنه اتضح أن هنالك صلة بين الوساوس القهرية وبعض التغيرات البايلوجية أو الكيميائية التي تحدث في أجزاءٍ معينة من المخ، والمادة التي دارت حولها الأبحاث تعرف باسم سيروتينين، ولذا أرجو التكرم بتناول أحد الأدوية المضادة للوساوس، والدواء المفضل يعرف باسم بروزاك، جرعة البداية هي 20 مليجرام لمدة أسبوعين، ويفضل أن يتم تناوله بعد أو مع الطعام، ثم بعد ذلك تُرفع الجرعة إلى كبسولتين في اليوم لمدة تسعة أشهر، وبعدها تخفض الجرعة إلى كبسولةٍ واحدة لمدة ثلاثة أشهرٍ أخرى .

هنالك أدوية بديلة كثيرة، مثل: سبراليكس، فافرين، وزيروكسات، لكن البروزاك إن شاء الله سيكون مفيد جداً بالنسبة لك .

هنالك جوانب سلوكية في العلاج وهي هامة جداً، ومن أهم هذه الطرق: محاولة تحقير هذه الأفكار، وعدم اتباعها مطلقاً، وأن تُستبدل أي فكرة وسواسية بالفكرة المضادة لها، ومن رحمة الله بنا أن العالم قد خُلق بثنائية عجيبة، حيث أن لكل شيء ضده، وعليه أرجو استبدال كل فكرة بما يقابلها من فكرة مضادة، ومحاولة التركيز وتثبيت الفكرة غير الوسواسية بصورةٍ مركزة وقوية .

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً