الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الرهاب وكثرة التخيلات، وأحتاج علاجا.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بدايةً أود أن أتقدم بالشكر الجزيل للقائمين على هذا الموقع على ما يقدمونه من عمل عظيم وكبير للناس.

أعاني من عدة أمور بعضها ترافقني منذ الصغر وبعضها ظهر مع سن المراهقة، سأحاول أن أختصرها في نقاط كالتالي:

أعاني من رهبة وخجل من الناس خصوصاً الغرباء، ومن الجلوس أمام الناس سواء كانوا أقارب أو أصدقاء أو غرباء، مما يؤدي إلى أن أعتذر عن الحضور في كثير من المناسبات.

الخوف من الحديث والخجل والإحساس المسبق أني سأتلعثم، أو أقول جملة غبية فيضحك علي الحضور، أو يأخذون فكرة سلبية عني، فأفضل الصمت في أغلب الاجتماعات الرسمية، أو أن أتجنبها، أثناء حديثي مع الغرباء أفقد التركيز ويتوقف حبل أفكاري فأتلعثم أو أصمت.

أتخيل أحداثا سلبية ومرعبة بكثرة، مثلا: وأنا أعد وجبة الغداء أتخيل أن الغاز مفتوح ومتسرب في المطبخ وأني إذا أشعلت النار سينفجر المكان.

مثال آخر: أثناء حملي لأي طفل أتخيل إنه سيفلت مني فيسقط على رأسه ويموت، أو أتخيل وأنا في اجتماع أو مناسبة إني سأسقط أمام الناس، أو أن أقول كلمات غبية، أحياناً يصاحب التخيلات ردات فعل، مثل أن أضحك وأنا أتخيل أو أن أغضب.

موخراً أصبحت أعاني من عادة وهي أنني أثناء الحديث مع أي شخص وجها لوجه لا أستطيع النظر في عينه أو أنظر لعينه بتركيز شديد، أعاني أيضاً من سرعة الملل والاستعجال والرغبة في إنهاء كل شيء بسرعة سواء في مهام العمل أو في الأكل أو أثناء الدراسة، أعتذر على الإطالة، وأتمنى أن تساعدوني في التوصل إلى التشخيص الأكثر دقة لحالتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على هذه الكلمات الطيبة.
أمَّا ما تعاني منه ففي مُجمله هو ما يُعرف بالقلق الاجتماعي أو الرهاب الاجتماعي، وهو اضطراب شائع ومنتشر بين كثير من الناس، ولكن للأسف لا يتقدّمون للعلاج، وهو يتمثل في الأشياء التي ذكرتها، وهي: الخوف من الاجتماع أو الكلام أمام الغرباء أو الحديث أمام جمع من الناس، خوفًا من أن يتلعثم الشخص أو يقول شيئًا غير مناسب، ولذلك يحاول أن يعتذر ويتجنب هذه الاجتماعات.

كما أنك أيضًا - أخي الكريم - تُعاني من مخاوف وسواسية، مثل الخوف من ترك الغاز المفتوح - كما ذكرتَ - وأيضًا عدم التركيز في أعين الناس وأنت تتكلّم، أمَّا الملل والاستعجال فهو أيضًا من أعراض القلق والتوتر.

وفي مجمل الأعراض التي تعاني منها - أخي الكريم - هي الرهاب الاجتماعي، وهو اضطراب من اضطرابات القلق، وأيضًا أعراض مخاوف وسواسية، وكلها تنصب في دائرة القلق -أخي الكريم-.

وطالما أصبحت تؤثّر عليك وتؤثّر على حياتك فيجب عليك طلب العلاج النفسي، والعلاج سهل ومتيسر، وهو يكون في شكل أدوية تُعطى لفترة من الزمن، أو علاجات نفسية سلوكية، فما عليك إلَّا التوجّه إلى طبيب نفسي، والطبيب بعد أخذ هذه المعلومات عنك سوف يقوم بوضع خطة علاجية مناسبة لك، إمَّا أن تكون في شكل أدوية مثل الـ (سبرالكس) أو الـ (سيرترالين) أو الـ (باروكستين)، أو تكون في شكل جلسات علاج سلوكي معرفي ممتدّ لفترة من الزمن، عدة جلسات، أو الاثنين معًا - العلاج الدوائي والعلاج السلوكي - وكل هذا بعد التشاور معك، وأخذ رأيك فيما تريده من نوع العلاج.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً