الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ينتابني تكرار الأمور حتى في الطهارة والصلاة

السؤال

السلام عليكم

أعاني منذ 20 سنة من مشكلة تكرار بعض أركان الصلاة أو الوضوء أو إعادة الصلاة أحياناً، والشعور بعدم إتمام العبادات على الوجه الذي يرضي الله.

كذلك ينتابني شك في كثير من الأمور الحياتية اليومية، ولا أشعر بالارتياح إلا بعد إعادة الأمر، وأن أتمم عليه أكثر من مرة، وكذلك في النظافة بصفة عامة، كما أنني أفكر كثيراً جداً بشكل يؤرقني في أي أمر يحدث أو مشكلة ما، وهذا التفكير يكون بشكل غير منتظم يصاحبه حالة من تشتت الذهن والأفكار المتناقضة، وصعوبة اتخاذ قرار أحياناً.

كما زاد على هذه المشكلة مؤخراً خلافات كثيرة جداً، ومتكررة بيني وبين زوجتي، ودائما تغادر البيت وتأخذ الأولاد معها وتتركني بمفردي، وهذا الأمر تكرر منها كثيراً جداً طول حياتنا، وخاصة في الثلاث سنوات الأخيرة، مما سبب لي حالة من الحزن شبه المستمر، وعدم الرغبة في ممارسة الكثير من أمور الحياة، وعدم القدرة على العمل أحياناً، وحالة من البكاء والانهيار تنتابني من وقت لآخر، وكذلك عدم الرغبة والتي تصل أحياناً للشعور بالخوف من الذهاب لبعض الأماكن والمناطق حتى أثناء عملي، بالرغم من أنني كنت أذهب إلى هذه الأماكن بشكل طبيعي سابقاً قبل حدوث هذه المشاكل الأسرية.

أرجوكم أفيدوني، وإذا أمكن التواصل تليفونيا والنصح هل أحتاج لطبيب نفسي أم لا؟ وإذا كان كذلك فهل من طبيب موثوق فيه ويكون سعر كشفه يسيراً أو غير مبالغ فيه؟ لأن ظروفي المالية لا تسمح بتحمل مبلغ كبير في الكشف.

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عماد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

- بارك الله فيك - أخي العزيز - وأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في الموقع، ونسأل الله تعالى أن يفرج همك ويكشف غمك وييسر أمرك ويعافيك من كل سوء ومكروه، ويجمع شملك وأهل بيتك على الخير.

- بداية فلا يخفاك أن الحياة الدنيا قد طبعت على البلاء، رزقك الله الصبر والاحتساب على البلاء، والرضا بالقضاء، والعافية والشفاء.

-لا شك بأنه لا بد لك من زيارة طبيب نفسي؛ فإن النفوس تمرض بسبب الضغوط المتنوعة كما تمرض الأبدان، وقد ثبت في الحديث: (ما أنزل الله من داء إلا جعل له دواء..)، فاحرص على السؤال عن الطبيب المناسب، ويمكنك اللجوء إلى من تثق به من أهل العلم والفضل في منطقتك.

- ربما كان مرضك - عافاك الله - هو سبب نفور زوجتك ومشكلاتك الأسرية؛ مما يؤكد ضرورة مراجعة طبيب مختص، وضرورة تفهم زوجتك لمشكلتك بعقل ورحمة، ولو بالاستعانة بمن تأمل منه القبول منها، والتأثير عليها وتذكيرها بحق الزوج والصبر عليه وطاعته والأدب معه.

- أوصيك باللجوء إلى الله بالدعاء ولزوم الذكر والطاعة والصبر والاستغفار والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستحضار أجر وثواب الصابرين الشاكرين.

- التعلق بالله تعالى والاستعانة به والتوكل عليه، وعدم المبالغة في القلق والتوتر والخوف، وضرورة التخفيف من الضغوط بالراحة والنوم والنزهة والرياضة، والقراءه ومتابعة المحاضرات والبرامج الطيبة المفيدة.

- لزوم الرقية الشرعية لنفسك بنفسك بلزوم الأذكار والدعاء وقراءة القرآن الكريم، ولا أجمل من لزوم الدعاء خاصة والصحبة العاقلة الصالحة.

أسأل الله العظيم أن يمن عليك بالعافية والسلامة والسعادة في الدنيا والآخرة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر محمد عبدالله

    الله يبعد عنا الأبتلاء ويفكنا من ابليس ان شاء الله

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً