الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اكتئاب وعدم تركيز ووسواس قهري وكراهية للتعليم

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

منذ سنة تقريباً بدأت أعاني من اكتئاب شديد ووسواس قهري، وضيق من الحياة مع كراهية للمدرسة والتعليم وعدم التركيز بتاتاً، بحيث لم أتقدم للامتحانات السنة الماضية.

أشعر وكأن الجميع ينظرون إلي ويتكلمون عني، فقدت جميع الأصحاب، يتملكني خوف شديد من كل شيء، تركت غرفتي وأصبحت أنام في غرفة والدي.

توجهت إلى الطبيب النفسي المختص فقال بأن ذلك ناتج بسبب نقص في مادة السيروتين، أعطاني أدوية مثل: Recital و-Risperdal، شعرت بتحسن بسيط ولكن ليس المطلوب، فما زلت أعاني كثيراً.

تركت الصلاة والذكر، وأحياناً أتلفظ بكلمات لا تليق بحق الله أو الوالدين، أعلم ذلك ولكن ليس بإرادتي، في البداية فكرت حتى في الانتحار، أجد دعما كبيراً وتفهما من قبل الأهل ويصبرون ويتألمون، أنا في دوامة وفي صراع شديد مع نفسي وأخاف أن يستمر هذا المرض مدة طويلة، أنا في حيرة أفيدوني أفادكم الله.
ولكم مني جزيل الشكر سلفا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ راسم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرى أن العلة الأساسية تتمركز حول شخصيتك، فأنت حساسٌ بعض الشيء، وربما أنك تلجأ إلى سوء التأويل، مما يجعلك لا تحسن الظن بالآخرين، وأرجو أن لا تشعر بالذنب حيال ما ذكرته لك، ولكنها حقيقة علمية.

لقد لاحظت أيضاً من خلال رسالتك أن هنالك بعض أعراض الوساوس والقلق، والتي تعقد الأمور بعض الشيء، وعليه أنا أوافق تماماً على دواء الرزبريدال، والجرعة التي تحتاجها أنت هي 1-2 مليجرام في اليوم، ولا أظنك أنك في حاجة إلى الدواء الآخر، ولكن سأصف لك دواءً بسيطاً وهو بروزاك، تتناوله بجرعة كبسولةٍ واحدة في اليوم لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة إلى كبسولتين في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة شهرين.

أرجو أن تعيش دائماً على الأمل والرجاء، وأن تجتهد في أن تحسن الظن بالآخرين، ولابد لك من الالتزام بصلواتك، ولا شك أن الذهاب للمسجد وحضور حلقات التلاوة والدروس الدينية سيكون له أثر طيب على صحتك النفسية.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً