الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أعتذر لزوجي الذي استاء من مبيتي عند صديقتي؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا متزوجة، خرجت -بإذن زوجي- لزيارة صديقتي التي لا يوجد في بيتها رجال، وجلست معها طوال اليوم ثم نمت في بيتها أنا وابني، وكنت قد راسلت زوجي لأخبره بذلك لكنه لم يقرأ الرسالة، وفي اليوم التالي استاء من الأمر وما زال مستاء، وأنا لم أكن أعلم أن هذا الفعل حرام، ولو كنت أعرف أنه سيرفض ما كنت بقيت عند صديقتي.

زوجي يثق بي، وأنا أحترم ثقته، لكني لم أعلم أن تصرفي خاطئ وآثم، هو يقول أنه حرام وإنه غير راض عني، ويعاملني معاملة سيئة من يومها، علما أني أعتذر له منذ 10 أيام، ونادمة على فعلي، كان تفكيري محدودا، وكنت أتسلى مع صديقتي وأفرج عن نفسي، ولم أفكر في الموضوع أنه ليس بسيطا، فما الحل؟ وهل فعلي حرام؟ وهل اعترافي بالذنب يغغر لي؟ وما حكم الزوج الذي لا يسامح أبدا إلا بعد معاناة وذل في طلب السماح؟

أرجو الرد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم يوسف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أختي الكريمة- في موقعنا، وأسأل الله أن يصلح أحوالكم، والجواب على ما ذكرت:

- ينبغي عليك أن تتعلمي حقوق زوجك عليك، ومن تلك الحقوق أن لا تخرجي إلا بإذنه، فعن ابن عمر -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: " إذا استأذنكم نساؤكم بالليل إلى المسجد فائذنوا لهن " رواه البخاري وغيره، قال النووي: استدل به على أن المرأة لا تخرج من بيت زوجها إلا بإذنه لتوجه الأمر إلى الأزواج بالإذن.

- كما أن عليك أن لا تبيتي خارج المنزل إلا بعد أن يأذن لك زوجك، ولا تكتفي بإرسال رسالة، وكان الواجب الاتصال أو يكون رد زوجك على الرسالة ويأذن لك صراحة، والمهم هذا قد حدث وقدر الله وما شاء فعل، ولكن لا تكرري هذا مرة أخرى.

- ومن جانب آخر يظهر أنك كنت تعرفين أن الزوج لا بد أن يأذن لك في المكث خارج البيت، ولذلك أرسلت له رسالة، وأنت قد أقررت له بالخطأ، واعتذرت، وما ذلك إلا لمعرفتك بالحكم.

- الواجب عليك الآن التوبة إلى الله، والاعتذار من الزوج، وهذا قد حصل منك فبهذا يغفر الله لك، ولكن اجتهدي أن تكرري الاعتذار للزوج مرة أخرى وبطرق متعددة، وفي وقت يكون طيب النفس منشرح البال، وعليك أن تكوني ملبية لما يأمرك به زوجك، حتى يرضى عنك، وأنصحك بأن تتحلي بالصبر، وأكثري من الدعاء بأن يألف الله بين قلبيكما، وأكثري من الاستغفار وقول لا حول ولا قوة إلا بالله.

كان الله في عونكم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً