الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بحزن وضيق بسبب الأرق .. فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته>

أرجو منكم التكرم بالإجابة على سؤالي لعل الله يجعل الحل على يديكم.

أعاني منذ فترة ٤ سنوات تقريبا من حالات أرق متفرقة، بحيث أكون جيد النوم في فترات طويلة ولله الحمد، وتأتي فترة من يومين إلى ثلاث تقريبا يصيبني أرق يكون أحيانا خفيفا، وأحيانا أخرى شديدا بحيث لا أتمكن من النوم لليلة أو أكثر.

أشعر خلال ذلك الأرق بخوف من النوم وتفكير مرهق، كيف سأنام! وكيف أكون قبل النوم في وقت الليل وأستيقظ فجأة فأجد نفسي في النهار، أستطيع أن أشبه ذلك بالوسواس -نسأل الله العافية.

رغم أني ملتزم -ولله الحمد- بالأذكار كاملة والقرآن وسورة البقرة، والصلاة، والسنة، وحين أتأرق أقوم الليل، وأرجو من الله أن ينيم عيني ويهدأ ليلي.

أحيانا كثيرة أنام بفضل الله، وأحيانا لا أنام، أيضا أشعر بمغص في معدتي أو أمعائي، وخصوصا تشكل الغازات أثناء الأرق والذهاب للحمام، وأعتقد أن ذلك بسبب القلق الذي أشعر به، ولا أستطيع السيطرة عليه.

صدقا أشعر بحزن وضيق شديدين عندما أرى زوجتي أو أقاربي نائمين وأنا المستيقظ الوحيد.

لذا أرجو منكم إرشادي لما ينفعني لعل الله يجعل عندكم مخرجا لضيقي ومشكلتي.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مؤيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

الأرق قطعًا له أسباب كثيرة، وهو علّة منتشرة، حيث إن حوالي عشرين بالمائة من الناس لا ينامون نومًا مُريحًا.

حالتك من وجهة نظري سوف تستجيب بصورة جيدة لتحسين ما نسمّيه بالصحة النومية لديك، وهنالك أسس بسيطة جدًّا لو طبقتها سوف تستفيد كثيرًا.

أولاً: حين تأتي للفراش لأجل أن تنام يجب أن تكون مُهيئًا لذلك وتكون في فكر استرخائي، وتتأمَّل في الأشياء الطيبة والجميلة.

كما أنه يجب أن تثبت وقتًا للنوم، الإنسان له ساعة بيولوجية يحتاج لأن ينظِّمها، بعض الناس ينامون في أوقات متفاوتة ومتباعدة، وهذا أمرٌ خطأ، فعوّد نفسك على النوم الليلي في ساعة معقولة.

تجنّب تمامًا تناول الشاي والقهوة بعد الساعة الخامسة مساءً، وتجنب النوم النهاري، ومارس الرياضة، واحرص على أذكار النوم. هذه – يا أخي – هي الأسس العلاجية السلوكية، وهي مفيدة جدًّا.

أتفق معك أنه لديك جانب وسواسي، وأنا سوف أصف لك دواء بسيطًا ليس منوّمًا لكنّه استرخائي، ويتميّز أنه يُعالج الوسوسة والقلق والتوتر التوقعي بصورة جيدة. الدواء يُعرف تجاريًا باسم (فافرين)، واسمه العلمي (فلوفكسمين)، الجرعة المطلوبة في حالتك هي جرعة صغيرة، تبدأ بخمسين مليجرامًا ليلاً لمدة أسبوعين، ثم تجعلها مائة مليجرام ليلاً لمدة شهرين، ثم خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة شهرين، ثم خمسين مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

الدواء سليم، وفاعل، وغير إدماني، وليس له تأثيرات سلبية على الأداء الجنسي.

فيا أخي الكريم: هذا هو الذي أودُّ أن أنصحك به، وإن شاء الله تعالى باتباع ما ذكرتُه لك وتناول الدواء بالكيفية المطلوبة، تنام نومًا هانئًا – أخي الكريم -.

أريدك أيضًا أن تقرأ في كتاب (الأذكار) للإمام النووي، اقرأ باب علاج الأرق، هنالك كلام طيب جدًّا في هذا السياق.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً