الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بسبب اليأس من العلاج عند الأطباء رأيت الحياة مظلمة.

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب كنت أعاني من مرض منذ صغري حيت لم يستطع الأطباء تشخيصه، وأنا مقبل على الباكالوريا لكن أصابني اليأس والإحباط من حالتي، أصبحت أنتظر الموت لأن المرض والألم يزداد كلما ذهبت عند الطبيب ولم يعرف شيء عن المرض وأقول إن الله قدر علي الموت بهذا المرض.

أصبحت الحياة سوداء، تعبت من البحث عن العلاج أجلس وأنتظر الموت، وأقول هذا قدري، ماذا أفعل؟ هل أواصل البحث عن العلاج؟ أصبت بالإحباط واليأس والتفكير في الموت، وكل شيء أحس به بلا قيمة، والسبب هذا المرض الذي داومني لسنوات أصابني باليأس.

أفيدوني رحمكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Achraf حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك أخي الكريم، ونسأل الله أن يمنّ عليك بالعافية، والجواب على ما ذكرت:

- مسألة الخوف الذي ذكرت، له حالتان إيجابية وسلبية:
- الحالة الايجابية فإن الصالحين يخافون من الموت، ولكن هذا يدفعهم إلى العمل الصالح، وأن يكونوا في إقبال على الله استعدادا للجزاء في الدار الآخرة، فهذا مطلوب شرعاً، وتكون حياتهم طبيعية فتجدهم يعملون ويدرسون، وهم على استعداد إلى ما بعد الموت بالعمل الصالح.

- الحالة السلبية في التفكير الموت، ولعلك تعاني منها ، يؤدي إلى ما حصل لك من اعتقاد الاستسلام للموت والتوقف عن العمل الجاد في حياتك، وأن هذا قضاء الله وقدره، وتصورك عن الحياة أنها حياة سوداء، مما افقدك لذة الحياة وجلب لك المتاعب، قد يصل إلى حد الوسواس، فهذا الخوف غير طبيعي ومرهق لك، وهو عبارة عن وهم نفسي لا حقيقة له، ووسواس شيطاني، فأفضل أن تعرض نفسك على طبيب نفسي لينظر في حالك ، كما أن هناك احتمالا أن يكون لديك مس شيطاني أو مرض العين لأن الأطباء لم يعرفوا ما لديك من مرض، ولهذا لابد من سرعة الخلاص منه، بأن تجتهد في أن تلتحق بحلقات العلم، وتجالس الصالحين، وأن تقطع التفكير في هذا الخوف لأنه وسواس شيطاني، وأن تترك الاسترسال معه.

كلما طرأ خاطر من الشيطان ليقنطك من رحمة الله أو يوقعك بالإحباط أو اليأس، فعليك أن تستعيذ بالله من شره، وعليك أن تكون أكثر قربا من الله بطاعته، وأن تعيش مثلما يعيش سائر الناس وأن تاخذ بالأسباب في النجاح في حياتك وتتوكل على الله، وتحسن الظن بالله، كما أن عليك أن تشغل نفسك بكل شيء نافع ومفيد من الطاعات أو القراءة أو الهواية المشروعة، وأكثر من الاستغفار، وأكثر من قول لاحول ولا قوة الا بالله، وقول حسبنا الله ونعم الوكيل وأبشر بخير إن شاء الله.

كان الله في عونك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً