الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من وساوس وأفكار غير عقلانية، كيف أتخلص من ذلك؟

السؤال

السلام عليكم

بعد معاناتي لفترة طويلة ابتدأت منذ عام 2017 بإختلال الأنية والقلق، استمر ذلك القلق يعود بين الفينة والأخرى، فبدأت معاناتي مرة أخرى قبل شهرين من قلق شديد جدًا ونوبات هلع متكررة ومستمرة، بالإضافة إلى الوسواس فذهبت إلى طبيب نفسي، والآن أتناول علاج سيروكسات 12.5.

منذ 20 يوما تقريبا أشعر بتحسن، ولكن الآن لدي مشكلة ولست قادرة على تجاوزها، حيث تصيبني بالانزعاج الشديد، ولا أدري ما تصنيفها هل هي وسواس؟ لست قادرة على التعبير بشكل جيد، لا أقوى على التعبير عنها، أجد صعوبة بالغة، وهي تكثر غالبًا في وقت الدورة وما قبلها، وهي عبارة عن أفكار لا واقعية أشعر فيها بانعدام وعدم الترابط في الزمن.

أشعر أن حياتي (وأنا جالسة الآن في البيت ولا أذهب للكلية في فترة الحظر بسبب كورونا) ليست هي ذاتها، إن كنت سأذهب للكلية في تلك الفترة أشعر باختلاف في الزمن، لا أدرك فيها الزمن، وأشعر باختلاف في الزمن وأستغرب جدًا من تلك الافكار، الآن هو المفروض وقت نذهب فيه للجامعة، ولكن الآن أنا في البيت، بالتالي أشعر أنها ليست الفترة ذاتها، وكأنه وقت آخر ليس ذات الوقت.

عندما تأتيني تلك الأفكار أشعر أن مخي فارغ، لا أقوى على التفكير أبدًا، ويصيبني صداع شديد جدًا، وألم بالرأس، أحاول تجاوزه ولكنني لا أستطيع، أرجو أن أكون قد وفقت في إيصال الفكرة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Mona حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

لديك استشارات سابقة وقد قمنا بالإجابة عليها الاستشارة رقم 2361683، والآن أنت شكواك الرئيسية هي اختلال الآنية والقلق والوسوسة، وقد قمت بتناول علاج جيد زيروكسات 12.5 مليجرام يومياً، طبعاً هذه الجرعة التمهيدية أو جرعة البداية، والتي من المفترض أن ترفعيها بعد شهر إلى 25 مليجرام بعد شهر من بداية العلاج، أو حسب ما نصحك به الطبيب المعالج، لأن 25 مليجرام هي الجرعة العلاجية للوسوسة، والتي يجب أن تستمري عليها على الأقل لمدة ثلاثة أشهر، بعدها يمكن أن تخفضي الجرعة أو حسب ما يراه الطبيب.

ما ينتابك الآن من أفكار أعتقد أنه جزء من اضطراب الآنية والقلق، كما أن هذه الأدوية في بدايات العلاج قبل إكمال الأربعة أسابيع قد تفرز بعض الأعراض السلبية، ومنها هذا النوع من الأعراض والصداع، وعدم التأكد من الذات، فما تمرين به هو أمر طبيعي جداً، فلا تنزعجي.

موضوع الكورونا الآن وما سبّبه من مشاكل الناس والحجر الصحي، هذا كله أضاف إلى قلق الناس وتوتراتهم، فأرجو أن تطمئني، حاولي أن تستفيدي من وقتك الآن داخل البيت، هذا الوقت يمكن أن تستثمريه بصورة ممتازة، حفظ أجزاء من القرآن، الاطلاع على الكتب الجيدة والممتازة، نجلس لمشاهدة أي مواد ممتازة على التليفزيون على اليوتيوب، المشاركة في أعمال المنزل بصورة أكثر مما مضى، مجالسة الأسرة أو الوالدين على وجه الخصوص، إذاً هنالك أشياء كثيرة جداً يمكن أن نقوم بها، نصلي صلاتنا بطمأنينة أكثر، التواصل التليفوني كنوع من الصلة الاجتماعية موجود، فيجب أن نستغل هذه الأوقات بصورة أفضل؛ لأن الفراغ الذهني أو الفراغ الزمني حقيقة يؤدي إلى قلق وتوتر ووسوسة، مارسي تمارين رياضية داخل المنزل، وطبقي تمارين استرخائية أيضاً، توجد برامج ممتازة جداً للاسترخاء على اليوتيوب أرجو أن تتبعي أحد هذه التطبيقات الإرشادية، وهذا يفيدك كثيراً -إن شاء الله-.

بالنسبة للصداع هذا قد يكون ناتجا من القلق، وإن كان بالإمكان أن تذهبي إلى طبيب للتأكد من الضغط والأشياء المعروفة، هذا أيضاً سيكون جيداً، وإن كان هذا الصداع يسببه مثلاً نوع معين من الأطعمة، فأرجو أن تتجنبيها كالأجبان مثلاً، وأنت ذكرت أن أصلاً أعراضك تزيد في وقت الدورة وما قبلها، فإذاً الجوانب الهرمونية أيضاً قد تلعب دوراً في هذا الموضوع.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً