الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حائرة في مسألة الارتباط، ساعدوني في أخذ القرار.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

قبل كل شيء جزاكم الله كل خير على أجوبتكم الشافية الكافية.

أنا فتاة في العشرين من عمري، تقدم لي شابا ميسور الحال، أعجبتني صفاته، وارتحت عند حديثي معه، لكنه اشترط أن نستقر مع أهله بعد الزواج، استغربت من الأمر خاصة عندما كانت حجته الظروف المادية لأنني أعمل أيضا، كما خفت من هذا الشرط، فكما نشاهد في مجتمعاتنا تعاني أغلب الأسر من هذا، وتغيب الحرية داخل البيت وغيرها من المنغصات، ولا أعلم كيف سأواجه الأمر، علما بأن الشاب جيد وخلوق وأعجبت به.

أرجو أن أجد عندكم حلا لهذا الأمر؛ لأنني أفكر كثيرا دون الوصول إلى أي قرار.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ إسلام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- ونشكر لك التواصل المستمر مع الموقع، ونؤكد لك بأننا نشرف بخدمة أبناءنا وبناتنا، ونسأل الله تعالى أن يستخدمنا في طاعته، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم السعادة والآمال.

ننصحك بعدم التفريط في هذا الشاب بالصفات العالية بعد أن حصل في نفسك الارتياح له والانشراح والميل، والشاب الذي يأتي فيطرق الباب ويخطب فتاة في هذا الزمان نادر والتفريط فيه ليس من مصلحة الفتاة في كل الأحوال، أما ما أزعجك من رغبته أن تسكنين مع أهله فالأمر عادي، وإذا كنت تسمعين عن من فشلن فتفكري وتذكري أن هناك من نجحن جداً بوجودهن في بيت أهل الزوج، واعلمي أنك من تملكين يعني زمام هذه العلاقة فبقليل من الاحترام لأمه، وقليل من الاحترام لأخواته سيبادرنك الحب والاحترام والوفاء، واعلمي أي أسرة تفتخر بزوجة الابن وتحبها، ولكن ينبغي أن تتحملين بعض المواقف إذا حصلت، فعندما تعتبرين والدته والدة لك ووالده في مقام الوالد فهم جديرين بالاحترام والتقدير، وتجعلين أخواته في مقام أخواتك يكون بينكم المودة أيضاً، عند ذلك ستكسبين جداً وتربحين جداً.

ومعلوم أن كثيرا من الأسر تبدأ حياتها في البيت الكبير ثم يحدث بعد ذلك الخروج من هذا البيت، ولذلك لا نرى هذا أبداً سبباً ونؤكد أنك بصبرك وعقلك ونضجك وبتواصلك مع موقعك ثم قبل ذلك كله بتوفيق الله تبارك وتعالى ستنجحين في هذا الاتجاه، فلا تترددي أبداً في القبول بالشاب المذكور، وإذا حصل وذهبت هناك ووجدت بعض المضايقات فاعلمي أن الحياة أصلاً لا تخلو من المنغصات، واعلمي أن اشتراط بعض الفتيات من البداية أن تسكن بعيد عن أهله غالباً ما يكون أيضاً ليس فيه مصلحة، لأن هذا يوصل رسالة إلى أهل الشاب أنها لا تحبهم، وأنها تتكبر عليهم، وأنها تريد أن تنعزل بابنهم، وأنها تريد أن تستغله وإلى آخر مثل هذه الأفكار التي يأتي بها عدونا الشيطان الذي لا يريد للبيوت أن تستقر، الأصل أن توافقين على هذا الشرط خاصة إذا كانت أسرته محتاجة إليه لكونه الوحيد أو لكونه المفيد، أو لكون والديه كبارا، أو لكون العرف الاجتماعي موجود دائماً الشاب يبدأ في البيت الكبير ثم بعد ذلك يرتب نفسه ويخرج إلى الحياة.

واعلمي أن الفتاة أيضاً تنتفع من وجودها وسط امرأة إلى قربها من امرأة هي كأمها إلى قرب من والد هو في مقام والدها، فغالباً ما يحتاج الشباب في بداية حياتهم والفتيات إلى موجهين كبار، يحتاج أيضاً إلى من يعاونهم في بدايات الحياة بدايات الحمل عندما يأتي أطفال، فالمسألة ليست كلها قاتمة كما هي ثقافة المسلسلات وكما هو ثقافة الفاشلات فكوني أنت نجاحة إذا فشلت الأخريات، واعلمي أن النجاح في ذلك سهلاً إذا أطعت الله تبارك وتعالى والتزمت بأحكام هذا الدين الذي يأمرنا باحترام الكبير، ويؤمرنا أيضاً بالإحسان إلى من حولنا، وأولى الناس بالإحسان منك هم أهل زوجك والدته ووالده، فذلك عندما تعيش الفتاة بهذه المعاني الإيمانية فإنها تكسب وتربح.

وليس هناك داعي للتفكير الطويل في هذا الأمر، وينبغي أيضاً تتفهمين الظروف والأسباب التي جعلته يطلب هذا الطلب، وعلى كل حال أنت لن تخسرين كثيراً، وعليه بعد الزواج أن يضمن لك الخصوصية ولو في جزء من البيت، مكان تمارسين فيه حياتك الخاصة، وبعد ذلك لا مانع من أن تكون في أكلك وشربك ومعيشتك وجلوسك مع أهله يعني الموازنة في هذه الأمور من الأهمية بمكان، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير، وأن يعينك على الخير، وأن يكتب لك الخير ثم يرضيك به، هذه وصيتنا لك بتقوى الله تبارك وتعالى، ونسعد بالاستمرار في التواصل مع الموقع حتى تصلك التوجيهات المناسبة في وقتها، ونكرر لك الشكر، ونسأل الله أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً