الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابنتي تعاني من تقلب المزاج والنوم العميق والنسيان والسهو!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ابنتي عمرها 18 سنة ونصف، متفوقة في دراستها وعفيفة، والحمد لله، إلا أنها تعاني من حالة نفسية تتميز بما يلي: - تقلب المزاج- نوم عميق جدا- النسيان والسهو- عدم التركيز- في البيت، أمها تحتاج إلى تذكيرها مرات ومرات بخصوص بعض الأعمال المنزلية- الميل إلى الخمول والكسل-.

مؤخرا لا تتحكم في الأكل؛ مما زاد من وزنها- بعض الأحيان عدم تقدير عواقب الأمور- تبول لا إرادي- لا تتحمل النقد، وحساسة لما يوجه إليها رغم بساطته.

سبق أن زارت طبيبا نفسيا، وأوصاها بدوايين: Nodep وAtarax، كان هناك تحسن طفيف. ولذا ألتمس منكم جزاكم الله خيرا إفادتنا.
والله الموفق.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً يا أخي على ثقتك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى العافية لابنتك.

أخي من خلال المعلومات التي ذكرتها أن هذه البنية لديها تقلب في المزاج، ونسيان، وسهو، وعدم تركيز، والميل إلى الخمول، وعدم تقدير العواقب في بعض الأحيان، والتبول اللإرادي، هذه يا أخي أعراض أساسية حقيقة تتعلق بالقدرة المعرفية للإنسان أي مستوى الذكاء، وأنت في ذات الوقت ذكرت أنها متفوقة في دراستها، وهذا حقيقة أمر متناقض بعض الشيء، طبعاً مع احترامي الشديد لتقييمك وأنت أدرى، لكن هذا يجعلني أنصحك أن تذهب مرة أخرى إلى الطبيب النفسي، ولا بد أن تجري حوارا مع الطبيب؛ لأنها تحتاج إلى تقييم الذكاء.

يجب أن تعالج وأن تشخص تشخيصا معيناً، الأدوية التي أعطيت لها الأتراكس Atarax هو مزيل للقلق، ويعطى كثيراً للذين لديهم حساسية من الأمراض الجلدية، وهو يحسن النوم، النوديب Nodep يعطى في حالة ضعف المقدرات المعرفية، وهو دواء مشكوك في فعاليته، الذي أود أن أقوله لك أنك قد أحسنت بأن ذهبت بابنتك للطبيب، لكن يجب أن تجري حوارا معه، ليس من الضروري أن يكون هذا الحوار في وجود البنية، لا بد أن تعرف ما هو تشخيصها، ما هو مستوى ذكائها، ما هو مستوى مهاراتها المعرفية؛ لأنه يا أخي هذه أشياء أساسية، وموضوع التبول اللإرادي ما هو سببه في هذا العمر.

فهذا يا أخي الكريم الذي أنصحك به، إعادة تقييم هذه الفتاة وطبعاً بعد ذلك خطط العلاج متقاربة، العلاج يكون علاجا تأهيليا، أن نشجعها على ما هو إيجابي، وأن لا ننتقدها كثيراً فيما هو سلبي، وأن نجعلها مثلاً تهتم بشؤونها الخاصة قبل كل شيء، يعني مثلاً ترتيب خزانة ملابسها، ترتيب سريرها، نظافتها الشخصية، وطبعاً هذا واجب والدتها، وأنا متأكد أن والدتها تقوم بهذا الدور على أفضل ما يمكن، بعد ذلك إدخالها في شيء من المهارات المنزلية أن تدخل المطبخ، أن تساعد في إعداد بعض الوجبات، غسيل الأواني، هذه يا أخي مهارات مهمة جداً.

والشيء الآخر نساعدها في تنظيم وقتها، متى تنام، متى تدرس، أن تمارس شيئا من الرياضة البسيطة التي تناسب البنت المسلمة، أن نحدد لها ساعات النوم كما ذكرت لك ليلاً، أن لا ندعها تنام في أثناء النهار، أن تكون حريصة على صلواتها، وهكذا يا أخي الكريم، إذاً التطوير المهاراتي التأهيلي هو المطلوب في مثل حالة هذه البنية، وبالنسبة للتبول اللإرادي طبعاً البنت في هذا العمر سوف تصاب بكثير من الخجل حين تقوم بهذا الشيء، فيجب أن يعالج ذلك، هنالك أدوية تساعد في علاج هذه الحالات، وهي معروفة لدى الطبيب النفسي، كما أنه توجد بعض العلاجات السلوكية، مثل أن يجب أن تحصر البول في أثناء النهار لتعطي فرصة للمثانة لكي تتسع، يجب أن لا تشرب أي سوائل بعد الساعة الخامسة مساء، يجب أن تذهب قبل النوم بربع ساعة للحمام، وتجلس على الأقل دقيقة بعد انقطاع البول، وتحاول أن تدفع لتفرغ المثانة، وهكذا، وهنالك تمارين رياضية أيضاً مفيدة للبطن..

نسأل الله لها الشفاء والعافية والتوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً