الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطيبتي رفضت أخي قبلي.. هل أفسخ الخطوبة لتجنب خصومة أخي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أنا الابن الأكبر في الأسرة، وبعمر 38 سنة، وأعيش في أوروبا منذ عشر سنوات، فاتحت ابنة عمي بالزواج بعد تقديري الشخصي أنها ستكون زوجة ملائمة لي في الغربة، تعينني بالقيام بأغلب التزاماتي الدينية والدنيوية، (تجاه عائلتي وعائلتها، استقرار أسري، ومهني في الغربة).

أبدت ابنة عمي موافقتها المبدئية، لكني علمت منها أن أخي الأصغر تقدم لخطبتها قبل 4 سنوات، ولم يكن له نصيب.

السؤال: هل أواصل في مشروع زواجي منها، مع اعتبار إمكانية الخصومة مع أخي، أو أبحث عن خيارات أخرى مع احتمال كبير بالإخلال بجزء من التزاماتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال قبل إكمال المشوار، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُقدّر لك الخير، وأن يُصلح الأحوال، وأن يجمع بينك وبين بنت عمِّك في الحلال، وأن يكتب لكم السعادة، ويُحقق لكم الآمال.

لا شك أن رفض بنت العم لأخيك لا علاقة له بالقبول بك، مسألة الزواج تقوم على الرغبة والقبول، والقبول هذا هو تلاقي الأرواح، فالأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، وبنتُ العم وإن رفضت الأخ الأصغر منك، فإنها تظلُّ بنت عمٍّ ولها حقوق وتظلُّون أنتم أبناء عمومة لها؛ لأنه ليس في الشرع ما يُلزمها بالقبول بشخص مُعيَّن، ونتمنى أن تنجح من خلال الأسرة أن تُدير المسألة بهذا الوعي الشرعي، طالما كانت بنت العم هي من يتحقق من خلالها الآمال، وترى أنها ستسعدك، وقد قبلت بك أيضًا، ونتمنى من الأخ الأصغر والأسرة أن يتفهموا هذا الموضوع.

عليه فنحن نقترح عليك مواصلة مشروع الزواج منها، وبعد ذلك تفادي الآثار التي يمكن أن تحدث، ونتمنى ألَّا تحدث آثارا، بل قد يكون لها مردود جيد، فإنها الآن جبرت شيئًا من الخاطر بالنسبة للأسرة، والله تبارك وتعالى يُقدّر للإنسان ما يشاء، وهذه الأمور محسومة، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف)، فليس في شقيق عيبٌ إن رفضتْه الفتاة، وليس في الفتاة عيبٌ إن رفضت بشقيقك وقبلت بك، لأنه أصلاً الشريعة تُقيم هذه العلاقة على الرضا التام والقبول من كلا الطرفين، وقد تكون بنت الخالة أو بنت العم أو بنت العمة؛ كل ذلك قد يتحقق لها القبول مع هذا والرفض لهذا، كما أن الأزواج أيضًا بنفس الطريقة، قد يقبل أخ وقد لا يقبل الآخر، وهذه المسألة نحن لا نملكها، لأن الأمر – كما قلنا – الأرواح جنود مجندة، وهذا كلام النبي صلى الله عليه وسلم الذي ما كان ينطق عن الهوى، (ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف)، وليس عيبًا في الشاب أن ترفضه فتاة، وليس عيبًا في الفتاة أن يرفضها شاب.

نرجو أن تتفهم الأسرة هذه الأمور، ولا نرى البحث عن خيارات أخرى، ولا مانع عندنا من أن تتواصل مع الأسرة، ومع أخيك وتُبدي رغبتك في إكمال المشوار مع بنت عمك، ونسعد بالمتابعة معك، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً