الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أرغب في إتمام الدراسة والعمل ولكن خطيبي يرفض

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته..

عمري ١٦ سنة، أدرس في المرحلة الثانوية، مستواي عال في الدراسة -ولله الحمد- في الآونة الأخيرة تقدم لي ابن عمي للزواج، ووالدي موافقان، والعائلة كذلك، ونحن -والحمد لله- نحب بعضنا كثيرا، لكن المشكلة هو أنني أرغب في الزواج وفي نفس الوقت أرغب في إتمام دراستي في التمريض والعمل بعدها إن شاء الله، لكنه يرفض تماما إتمام دراستي، كما يرفض بتاتا أن أعمل بحجة أن هذه الأشياء لن تنفعني، وهذا سبب الاختلاف بيننا، مع العلم أنه لا يريد أن يخسرني، وأنا كذلك.

أرجو منكم -جزاكم الله خيرا- أن تساعدوني، فأنا في أمس الحاجة لمساعدتكم، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إكرام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك بنيتي، ونشكر لك تواصلك معنا ووعيك في استشارتنا في أمورك الخاصة.

مشكلتك تكمن في رغبتك في إكمال الدراسة الجامعية، وأن تصبحي ممرضة، وفي الوقت نفسه ترغبين بالزواج من ابن عمك، ووالداك ليس لديهما مانع، والآن أنت محتارة ما بين الدراسة والزواج، وخاصة أن الخاطب يشترط عليك ترك الدراسة، لأنها لن تنفعك على حد قوله، وبناء عليه سوف أجيبك، وأتمنى أن تصغي لي جيداً لما فيه مصلحتك، والله ولي التوفيق.

ابنتي الحبيبة: كي نحسم الأمر ونقرر القرار الصائب، علينا أن نفكر جيداً، حتى لا تكون نتيجة هذا القرار مؤلمة علينا، ولذلك نقول لك: الدراسة أمر مهم، وشهادة البكالوريوس في التمريض مهمة جداً، وأنت تملكين القدرة وتملكين المستوى التعليمي، والحق يقال إن الزواج المبكر فطرة البشر التي فطرنا الرحمن عليها، ونحن محتاجون أن نشبع حاجاتنا العاطفية والجسدية، وأنت في مرحلة حساسة من حياتك، وتقفين أمام قرار صعب، وأريدك أن تعلمي أن من فضل الله على أمة سيد البشر أن جعل للجميع حقوقاً وواجبات، فالمرأة في الدين الإسلامي جعل الله لها حقوقاً لا يجوز لأحد أن يمسها، ومن أهمها الزواج، لذلك جعل الأمر متروكاً إليها؛ فهي صاحبة القرار، لها أن توافق ولها أن ترفض، وليس للأولياء أن يجبروها عليه أو يمنعوها إذا وجد صاحب الخلق والدين، والجهل بأمور الدين جعل الكثير من الأهل يتمادون في هذه الأمور، وهذا لا يعني أن الأهل لا يحبون أولادهم، بل على العكس من شدة حبهم يختارون الزوج الذي يرونه مناسباً لابنتهم.

غاليتي: أنت ما زلت صغيرة في السن، والحياة الزوجية مسؤولية، وننصحك بالحوار ثم الحوار مع والديك، ومحاولة إقناعهم وتأجيل أمر الزواج لحين التخرج، وهذا لا يعتبر من العقوق، والأمر متروك لك.

بنيتي: انظري إلى الحياة بمنظار جميل، وبنور القمر، وركزي على دراستك الجامعية؛ فهذا مستقبلك لتكوني فتاة مسلمة متميزة تمثل بلدها أمام العالم، ومن ثم سوف تصبحين زوجة وأمًا مثالية، وقادرة على تربية أولادها بطريقة صحيحة وواعية، فالعلم والثقافة سلاح الفتاة في هذا الزمن الصعب، وبسبب ما يشهده العالم من متغيرات سياسية واقتصادية، إن لم يكن تغيرا في ملامح العالم الذي اعتدنا العيش فيه، والله رحيم بنا مما يجري من حولنا.

مع تمنياتي لك بالتوفيق وتحقيق طموحاتك في الحياة، وإكمال دراستك الجامعية، وأن يرزقك بالزوج الصالح، ولا تنسي أن تطمنينا عنك بنيتي إكرام.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً