الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أبي معاملته قاسية ولم أذق معه طعم الحنان، فكيف أتصرف؟

السؤال

السلام عليكم.
جزاكم الله عنا خير الجزاء، وبعد:

فأنا متزوجة، وعمري 25 سنة، مشكلتي التي تؤرقني هي مع أبي الذي لم أعرف معه طعم الحنان، ولا عطف الأب منذ صغري، وزاد الأمر تعقيدا عندما طلق أمي كأنه طلقني أنا أيضا معها، أنا كنت أراه عندما كان يضربها بسبب وبلا سبب، ومعاملته السيئة لها لا زالت أمام عيني، أبي طعنني في شرفي أمام الناس، لم يقم بواجبه أبدا معي، لا نفقة ولا حنانا.

اشتغلت وأنا صغيرة، ولبست ثيابا بالية وحذاءا ممزقا، عشت وكأنني بلا أب، سؤالي والذي ألح أن أعرفه جزاكم الله خيرا هو هل علي شيء إذا لم أزره في بيته؟ مع العلم أنني أتصل به عبر الهاتف في الأعياد فقط، والله هو حتى الإتصال لا يستحقه مني بسبب فعله معي ومع أمي وأخوي، لكن أضغط على نفسي وأقول لوجه الله تعالى.

أجيبوني جزاكم الله خيرا، ولا تنسوني من صالح دعاءكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في موقعنا، وأسأل الله ييسر أمرك، والجواب على ما ذكرت:

حقيقة هذه المعاملة القاسية من قبل الوالد مع الوالدة ومعك، لم تذكري لنا سببا لذلك، ولعل من الأسباب أن الوالد مقصر في طاعة الله أو أنه يعاني من مرض نفسي ونحو ذلك، وعلى هذا، فيمكن أن تذكريه برفق ولين بطاعة الله، فهذا من البر به، ولعل الله أن يهديه على يديك.

كما أنصحك أن تنسي ما كان من الوالد من الجفاء والشدة معكم في الماضي، ولا تأخذي في نفسك عليه، ولابد من أن تسامحيه وتعفي عنه، وأن تستمري فيما أنت عليه من الإحسان إليه ما أستطعت سبيلا، ولا يكفي التواصل عبر الهاتف، بل لابد أن يكون منك زيارات متعددة له وتفقد حاله ومواساته بقدر الإمكان، وهنا يجتمع لك بابان عظيمان من الخير باب الصبر والعفو، وباب بر بالوالد، ومهما كان منه من تقصير وخطأ وغلظة، فهذا سيحاسبه الله عليه، ولكن لا يعني هذا ترك البر به، لأن البر بالوالد لا يسقط وجوبه مهما كانت الأسباب، وهذا البر تتقربين به إلى الله، وكما قلت لوجه الله، وأرجو منك أن تكثري من الدعاء للوالد في ظهر الغيب بأن يصلح الله حاله.

كان الله في عونك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً