الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أستطيع مساعدة خالتي وزوجها في تجاوز مشاكلهم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على كل ما تفعلونه من خير وإرشاد.

أريد أن أستشيركم في أمر يتعلق بخالتي وزوجها، حالة خالتي في المنزل دائما مشاكل منذ زمن، وزوجها مؤخرا أصيب بمرض السرطان عافانا الله وإياكم، المهم مع كثرة المشاكل بينهم وبين أولادهم شخصيا أحس أن هذا يتعلق بسحر أو حسد، لا سيما زوج خالتي، حالته جعلته ينفر من القرآن ولا يريد سماعه.

كنت أريد أن أرقيه بسورة البقرة لكن تملكني الخوف من أن أتأذى إن كان به شيء، أريد منكم أن تنصحوني بهذا، وما علي فعله، مع العلم أني لا أسكن معهم، لكني متأثر لحالهم كأنهم تائهون.

أرجو منكم إرشادي، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك – أيها الأخ الكريم – في استشارات إسلام ويب، وشكر الله لك سعيك لنفع قرَاباتك وأهلك وإصلاح أحوالهم، وما ذكرته من كونهم يُعانون كثرة المشاكل، وأن ذلك قد يكون بسبب سحرٍ أو حسد، مع كونه احتمالاً قائمًا لكنّه ليس هو الاحتمال الأرجح والأقوى، ولذا فنصيحتنا:

أن تُحاول إصلاح أحوال هؤلاء الناس وهذه الأسرة من ناحية حالهم وصِلتهم بالله سبحانه وتعالى، بأن يؤدوا الفرائض ويجتنبوا المحرمات، وهم بذلك بحاجة إلى وعظٍ وتذكيرٍ بلينٍ ورفق، ومجالسة، وصبر، كما يحتاجون أيضًا إلى استعانة بمن له قدرة على التأثير فيهم، أو بما من شأنه أن يؤثّر عليهم من أدوات ونحو ذلك، فحاول أن تُذكّرهم بالله تعالى وبحياتهم الأخروية، وبأن السعادة في هذه الدنيا يكتُبها الله تعالى لمن عاش في طاعته، كما قال سبحانه: {من عمل صالحًا من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمن فلَنُحيينّه حياةً طيبة}، وطاعة الله تعالى مفتاحٌ لكل سعادة، فقد قال سبحانه: {ومن يتق الله يجعل له مخرجًا * ويرزقه من حيث لا يحتسب}.

إذا صلحت أحوالهم مع الله تعالى فإنه يُؤمن بأن يُغيّر الله تعالى أحوالهم، فـ {إن الله لا يُغير ما بقومٍ حتى يُغيروا ما بأنفسهم}، كما أخبر بذلك في كتابه الكريم.

لا مانع من استعمال الرقية الشرعية، فإن الرقية تنفع بإذن الله تعالى ممَّا نزل بالإنسان وممَّا لم ينزل به بعد، فهي ذِكرٌ ودعاء، فإن كان الإنسان قد أُصيب بشيء من مكروه نفعته ودفعت عنه ما يُعنيه، وإذا لم يكن قد أُصيب بشيء فإنها تنفعه بتحصينه ممَّا لم ينزل به، وهي ذِكرٌ ودعاءٌ محسوب في العمل الصالح، وأحسن مَن يرقي المريض أو المُصاب هو المريض نفسُه، فإن الله تعالى يُجيب دعوة المضطر، فإذا استطعت أن تنصحهم بأن يُكرروا قراءة أية الكرسي و{قل هو الله أحد}، والمعوذتين، وأواخر سورة البقرة، الآيتان الأخيرتان منها، فإذا فعلوا ذلك فإنهم سينتفعون بإذن الله، وإذا كنت تتهيّب أن تقوم أنت بالرقية فننصحك بأن تستعين بمَن يُحسن الرقية ممَّن عُرف ذلك في المكان الذي أنتم فيه من الصالحين الذين عُرفوا بصلاح الظاهر واتباع السُّنّة.

نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً