الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج الاكتئاب والقلق المسببان لتراجع التحصيل الدراسي والتأتأة في الكلام

السؤال

أنا طالب في الجامعة، دخلت كلية الهندسة بعد حصولي على معدل عال، ولكن المشكلة هي أنني بعد دخول الجامعة مباشرة، بدأت أشعر بتراجع التحصيل، والتراجع في الدراسة حتى أنه بعد ست سنوات لا أزال في السنة الثانية، ورغم أن أهلي أعطوني فرصاً عديدة، إلا أنني أشعر بشيء ما يدفعني بعيداً عن الدراسة والتركيز في الجامعة.

الكل يلقي باللوم عليّ، ويقولون أنني مقصر، رغم أنني دائماً ما كنت أقرأ وأجدّ، لكي أحمي مستقبلي وسمعتي أمام أهلي وأقاربي، ولكن بلا جدوى.

ومن الجدير ذكره، أنني أعاني من سنين من بعض المشاكل: الاضطراب في الكلام ( التأتأة )، القلق والأرق، الخوف من الناس، قضم الأظافر وغيرها من الأمراض النفسية.

أنا بصراحة أعرف أنه لا يجب الاعتقاد دائماً بالمس، ولكن ألا يمكن أن يكون هذا هو السبب، وخصوصاً ـ مثلاً ـ أنه وبعد الانتفاضة ـ وأنا من غزة ـ ذهبت إلى أطباء لمعالجة التوتر والاكتئاب الذي أشعر به، ولكن دون جدوى، كما أنني أشعر بالبعد والعزوف عن الدين والصلاة، وأنا لا أريد ذلك، أرجو أن توضحوا لي تحليلكم ونصائحكم لي.
وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

التدهور الدراسي وقلة التحصيل بالطبع من الأشياء التي يلعب فيها الشخص الدور الرئيسي.

أنت إذا وضعت هدفاً، وفي هذه الحالة هو الدراسة والتحصيل العلمي، وسوف تصل إلى ذلك إن شاء الله إذا أخذت بالأسباب، وهي: التركيز، والدراسة، والشعور بالمسئولية، وأرجو أن أُركز على الشعور بالمسئولية؛ لأن الإنسان حين يشعر بالمسئولية الحقيقية يستطيع أن يوجه إرادته بالصورة التي تُساعده حتى يصل إلى ما يود الوصول إليه .

إن أهلنا في فلسطين يُعانون من الكثير، ونسأل الله أن يُعين الجميع، ولكن هذه الظروف السلبية وظروف المعاناة يجب أن تكون حافزاً لك كي تسلّح نفسك بالعلم وتتحصل على شهادتك .

يمكن أن تجرب بعض الطرق، كأن تدرس مع مجموعة، كما أنه يمكن أن تتحدث إلى أحد الأساتذة في الجامعة؛ حتى ينصحك ويوجهك لأفضل السبل للاستمرارية في الدراسة.

لا شك أن الكسل ووجود المبررات للذات والنفس هي التي جعلتك لا تواظب على صلاتك، وأن تُصاب بنوعٍ من العزوف عن الدين .

أما بالنسبة للاعتقاد بالمس، فنحن نؤمن تماماً بوجود العين والسحر والمس، وكل ما ذُكر في هذا السياق، ولكن في نفس الوقت نؤمن بأن كل مسلم يتوكل على ربه ويقوم بأداء واجباته الدينية، ويحافظ على صلواته وأذكاره لن يُمس أبداً بإذن الله، ولن يصيبه مكروه، فأرجو أن تصحح مسارك؛ حتى يزول المس إن كان فعلاً موجوداً.

أشعر من رسالتك أن هنالك جانب من الصعوبات التي تواجهك يمكن أن نفسرها بوجود اكتئاب نفسي، ومن هذا المنطلق أود أن أصف لك أحد الأدوية المضادة للاكتئاب النفسي، ومن أفضلها العقار الذي يعرف باسم بروزاك، أرجو أن تبدأ في تناوله بمعدل كبسولة واحدة في اليوم (20 مليجرام) وتستمر عليه لمدة ثلاثة أشهر.
هذا الدواء أسأل الله أن يُساهم في إصلاح أمرك، وأن يذهب عنك التوتر والاكتئاب.

وأخيراً: أرجو أن تدفع نفسك دفْعاً نحو التزاماتك الدينية، خاصةً الصلاة في وقتها، وسوف تجد إن شاء الله أن كل أمرٍ آخر قد أصبح ميسوراً بالنسبة لك.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً