الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتعبني وسواس الموت واسودت الدنيا في وجهي، فما العمل؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا حامل في الشهر التاسع، ومنذ دخولي للشهر التاسع بدأت أعاني من وسواس الموت، أنا خائفة جدا بحيث لا أستطيع أن أفكر بشيء، وكل شيء أربطه بالموت، سواء نظرات الآخرين لي، لعب ابني معي، أحلامي، كل شيء، أشعر بأني متعبة لا أستطيع النوم؛ فأنا أكره الأحلام، اليوم استيقظت على حلم مزعج وكأن في الحلم جارتنا المتوفية، إلا أني لا أتذكر تفاصيل الحلم سوى القليل منه، ولم يكن واضحا، فزاد شعوري بالخوف.

أريد أن أهدأ لا أستطيع، فالخوف يسيطر على كل شعوري، والكآبة والضيق، علماً بأني قد أصبت قبل سنوات بجرثومة المعدة، والتي سببت لي نوبات هلع وخوف، ودخلت في دوامة الوسواس، وقضيت فترة أحاول استرجاع ذاتي، واستطعت بفضل الله التغلب على ٩٠ بالمئة من ذلك الشعور، إلا أنه الآن قد عاد الخوف والقلق من لحظة الولادة وكل شيء.

أنا حزينة جدا جدا، أحتاج لتوجيه أو لشيء ما يجعلني أهدأ وأحافظ على توازني، فلم أعد أرى أي شيء جميل، ونظرتي باتت سوداء، أرجوكم ساعدوني ربما أرتاح قليلا بعد هذا الكلام.

أشكركم على تعاونكم وعلى موقعكم الذي يعينني كثيرا كلما راودني الوسواس.

جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أنوار حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

وسواس الموت هو نوع من أنواع القلق والتوتر، وشائع جدًّا، ومع القلق والتوتر، وطبعًا يزيد الشخص توترًا وقلقًا، لأن الموت حق طبعًا، وإذا كان الشخص خائفًا من الموت فهذا يزيده ضيقًا وتوترًا ومشاكل في النوم.

أختي الكريمة: هناك أشياء يمكن فعلها الآن لكي تُقلِّلي من هذا الوسواس، وأهمها طبعًا محاولات الاسترخاء، والاسترخاء عن طريق رياضة المشي هو مهمٌّ جدًّا، وبالذات الآن في الشهور الأخيرة في الحمل، فعليك على الأقل أن تمشي يوميًا لمدة نصف ساعة، فهذا سوف يؤدي إلى الاسترخاء، ويُساعدك أيضًا في الوضع والولادة الطبيعية بإذن الله.

الشيء الآخر: اشتغلي بالتحضير للطفل الجديد، تحضير الملابس، وإشراك ابنك في هذا الشأن، وتوقعاته بالمولود، وتحضّرينه لكي يستقبله أيضًا، فهذا أيضًا يساعد على الاسترخاء وطرد التوتر بإذن الله، ولا تنسي طبعًا أهم شيء هو: الصلاة، والقرآن، والدعاء والذكر، فإن هذا يؤدي إلى السكينة والطمأنينة، وبالذات في وسواس الموت كثرة الدعاء، وقراءة القرآن، والذكر تؤدي إلى السكينة والطمأنينة، وهذا طبعًا يُقلِّل من القلق والتوتر الذي تعانين منه.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً