الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اقترفت ذنوبا كثيرة وتبت، فهل سيقبل الله توبتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

أنا فتاة ارتكبت الكثير من المعاصي بما فيها الكذب والنميمة، فخسرت كل صديقاتي، ونفر مني الجميع، ولكني تداركت بعد ذلك أنني كنت على الطريق الخطأ، وأغضبت ربي، ولكني ندمت وتبت توبة نصوح، وابتعدت عن كل ما يغضب ربي، ولكن لم يسامحني أحد، فهل سيقبل الله توبتي؟ لا زلت قلقة وخائفة هل قبل الله وتوبتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ahlem حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في موقعنا، ونسأل الله أن يتقبل توبتك، وأن يثبتك على الحق، ونصحي لك يكمن في الآتي:

- بما أنك قد أدركت ما كنت عليه من الآثام، وتبت إلى الله تعالى مما فعلت، فإن الله رحيم يغفر لمن أقبل عليه تائبا، وأبشري بخير، ولا تخافي ولا تقلقي، ولا تقنطي من رحمة الله، قال تعالى {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم} [الزمر : 53]. ومهما كانت تلك الذنوب عظيمة وكثيرة، فإن من تاب تاب الله عليه، وقبل الله توبتك، قال تعالى:{والذين عملوا السيئات ثم تابوا من بعدها وآمنوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم} [الأعراف :153].

- ومن جانب آخر بخصوص العلاقة مع الآخرين، فقد حصلت منهم نحوك القطيعة بسبب ما كنت عليه، وهذه العلاقة يمكن أن تعود إذا كنت أكثر إقبالا على طاعة الله، لأنه من أصلح حاله مع الله فإن الله يصلح حاله مع الخلق، وتزول الكراهة التي في قلوبهم نحوك. قال تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا } [ سورة: مريم ]، ومعنى الآية: إن الذين آمنوا بالله واتَّبَعوا رسله وعملوا الصالحات وَفْق شرعه، سيجعل لهم الرحمن محبة ومودة في قلوب عباده، وإذا استمروا في القطيعة فابحثي عن أخوات صالحات غيرهن وستجدين إن شاء الله.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً