الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أمر بحالة ضياع وعدم تركيز فما سبب حالتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كنت أعاني من تشتت وصداع شديد عندما كنت في عمر 15، ثم في عمر 17 سنة تعرضت لضغط شديد لا يتحمله رجل، فحدث عندي توقف في المخ حيث أعمل كل الأعمال بلا تفكير، أذهب إلى المكان لا أدري كيف وصلت! لا أركز في كلامي؛ مما سبب لي مشاكل كثيرة جدا، أشعر بأن عقلي فارغ ولا يوجد فيه شيء، أحاول التعلم ولكني لا أستطيع التركيز، وأنسى كثيرا.

ليس لدي أصدقاء أبداً، أكثر أوقاتي في العمل أو البيت، لا أخرج أبداً، نفسيتي محطمة ومدمرة، تعبان جداً، أقضي وقتي في النوم، مما يجعلني أتلقى اللوم من أهلي، ولكن لا أحد يعرف سبب ذلك.

لا أستطيع التجميع أو إجراء عملية حسابية، ودائم التفكير بما يفكر به الناس، ونظرتهم إلي في الشارع أو في البيت.

أرجو المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

أنت في مراحل التكوين والانتقال من مرحلة إلى مرحلة فيما يتعلق بالتغيرات الهرمونية والفسيولوجية والنفسية في جسم الإنسان، ولذا قد يحدث لك شيء من ضعف التركيز، وتطاير الأفكار، وتشتت الذهن، وشيء من الضجر والملل، وافتقاد الطاقات النفسية والجسدية، هذه المراحل نعتبرها مراحل عابرة جداً في حياة بعض الناس.

أنت مطالب الآن بأن تذهب إلى طبيب -أي طبيب، طبيب عمومي، طبيب باطني- وتجري فحوصات عامة لتتأكد من صحتك الجسدية، وبعد أن تتأكد من سلامتك الجسدية، أريدك أن تدخل في برنامج لممارسة الرياضة، يكون برنامجاً منضبطاً، وتلتزم به، هذا مهم جداً.

والأمر الآخر: تعلم أن توزع وقتك بصورة جيدة في أثناء اليوم، خصص وقتاً للنوم، وقتاً للترفيه عن النفس، وقتاً للدراسة من المفترض أن يكون في الدراسة، ووقتاً للصلاة، وقتاً للتواصل مع أصدقائك، وقتاً للتفاعل مع أسرتك، وقتاًً للقراءة، لا بد أن تقود حياتك على هذا النحو لتجعل لحياتك معنى، والتواصل مع الصالحين من الشباب فيه خير كثير لك، وأن تحرص على صلاة الجماعة أيضاً سوف يضيف لك إضافة معنوية ونفسية ويحسن تركيزك كثيراً.

أنت محتاج أن تنام نوماً ليلياً مبكراً؛ النوم الليلي المبكر يحسن التركيز بصورة ممتازة جداً، ويعطي الكبد فرصة للتخلص من كل السموم الموجودة في الجسم.

فإذاً النوم الليلي المبكر، عدم النوم النهاري، ممارسة الرياضة، الاهتمام بتغذيتك، والتواصل الاجتماعي، والحرص على الواجبات الاجتماعية، زيارة أرحامك، بر والديك، مشاركة الناس في الأفراح والأتراح؛ هذه كلها مهمة جداً، وأنا أعتقد أنك محتاج أن تواصل دراستك؛ الدراسة نفسها تحسن التركيز، قراءة القرآن الكريم وترتيله بتمعن وتدبر يحسن التركيز؛ فهذه الأشياء التي أنصحك بها ولا أعتقد أنك في حاجة لعلاج دوائي.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً